قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، السبت 21 أغسطس/آب 2021، إن أكثر من أربعة ملايين لبناني قد يواجهون نقصاً حاداً في المياه، أو قد تنقطع المياه عنهم تماماً خلال أيام، وذلك بسبب أزمة الوقود الشديدة.
ويعيش لبنان انهياراً مالياً منذ عامين، حيث يؤدي نقص الوقود والبنزين إلى انقطاع الكهرباء لفترات ممتدة، ووقوف طوابير طويلة في محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل.
من جانبها، قالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف "أصبحت المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية محرومة من المياه الصالحة للشرب بسبب نقص الكهرباء، ما يعرض الأرواح للخطر".
وأضافت "إذا أُجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للحصول على المياه، فذلك سوف يعرض الصحة والنظافة العامة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة في الأمراض المنقولة عبر المياه، بالإضافة إلى زيادة في عدد حالات كوفيد-19".
وحثت فور على تشكيل حكومة جديدة لمواجهة الأزمة.
عام على تفجير بيروت
ومر عام كامل على الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، الذي قتل وأصاب الآلاف من اللبنانيين، ولا يزال أهالي الضحايا ينتظرون العدالة الغائبة في بلد على شفا الانهيار الاقتصادي، بينما زعماؤه السياسيون لم يشكلوا حكومة بعد، رغم الكارثة المروعة.
كانت العاصمة اللبنانية قد تعرّضت لواحد من أسوأ الانفجارات غير النووية في التاريخ، يوم 4 أغسطس/آب العام الماضي، عندما اندلع انفجار هائل في مرفأ بيروت، أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو 6 الآف آخرين ودمر أحياء بأكملها، في كارثة توقع الكثيرون أن تؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية في النظام السياسي في البلاد، وسط تعالي المطالبات بإجراء تحقيق دولي لكشف المتسببين في الكارثة ومحاسبتهم.
لكن مع حلول الذكرى الأولى لانفجار المرفأ، لم يكتمل التحقيق في الكارثة، وتم تغيير قاضي التحقيق واستبداله بآخر، ربما يتم استبداله أيضاً، ولا تزال حكومة حسان دياب التي استقالت في أعقاب الانفجار تُواصل عملها كحكومة تصريف أعمال، بعد أن فشل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في مهمته، وأعلن نجيب ميقاتي، المكلف خلفاً للحريري، أنه لن يتمكن من تشكيل الحكومة قريباً.
بحسب دراسة للجامعة الأمريكية في بيروت، يوليو/تموز الماضي، فقد ارتفعت مصاريف الأسرة اللبنانية لتأمين الغذاء فقط للقدر الذي يساوي خمسة أضعاف الحد الأدنى للأجور، في وقت تواصل معدلات التضخم ارتفاعها بالتوازي مع تدهور العملة المحلية.
ويواجه لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، يعد من الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، بحسب البنك الدولي، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، في حين فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، وفق تقرير فرانس برس، الأربعاء 21 يوليو/تموز 2021.