سخر الرئيس التونسي قيس سعيد، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، خلال استقباله لوزير الشؤون الاجتماعية والمكلفة بتسيير وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار بشأن خارطة طريق للمرحلة القادمة قائلاً: "من يتحدث عن الخرائط فليذهب إلى كتب الجغرافيا لينظر في البحار والقارات".
سعيّد قال إن خارطة الطريق هي من المفاهيم التي تأتي من الخارج، مضيفاً: "خريطة الطريق الوحيدة التي أسلكها وسأسلكها بثبات وعزم هي الخريطة التي وضعها الشعب التونسي"، دون أن يوضح ماهيتها.
حكومة مرتقبة في تونس
يأتي هذا في وقت كشف فيه الرئيس التونسي قيس سعيد أنه سيتم في الأيام القليلة القادمة الإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة، أضاف سعيّد أن "الدولة مستمرة ومرافقها العمومية مستمرة، وهناك وطنيون يعملون داخل الإدارة بجد داخل الدولة التونسية". وأردف: "يريدون (لم يسمهم) أن يُغيِّبوا الدولة وتبقى حكومة وحفنة من الأشخاص تنهب الشعب التونسي (..) لا مجال لهؤلاء في المستقبل".
من ناحية أخرى، تطالب أحزاب تونسية، منها حركة "النهضة" (53 نائباً في البرلمان من أصل 217)، الرئيس سعيّد بالإسراع في تكليف رئيس حكومة كفاءات.
أزمة في تونس
في المقابل ومنذ 25 يوليو/تموز 2021، تشهد تونس انقساماً سياسياً حاداً، عقب قرار سعيّد إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوماً، ورفع الحصانة عن النواب، ولاحقاً أصدر أوامر بإقالة مسؤولين وتعيين آخرين.
في حين رفضت غالبية الأحزاب التونسية قرارات سعيّد الاستثنائية، واعتبرها البعض "انقلاباً على الدستور"، بينما أيدتها أخرى رأت فيها "تصحيحاً للمسار"، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.
تأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد الأحداث بتونس، وسبق أن قال قيس سعيّد إن "حرية التنقل مكفولة لكل التونسيين، ولا نيّة للمساس بها"، في ظل القرارات الاستثنائية، وإنّ حجر السفر يشمل فقط المطلوبين للعدالة.
في حين زار سعيد مطار تونس قرطاج الدولي، حيث "عاين سير العمل بمختلف الفضاءات، واطلع على الظروف التي تتمّ فيها إجراءات السفر، واستمع إلى ملاحظات ومقترحات عدد من المواطنين"، بحسب مقطع مصور بثته الرئاسة على صفحتها بـ"فيسبوك".
وأضاف: "الإجراءات الاستثنائية احترازية، واتخذتها وأنا متألم لضرورة قيامي بذلك، وهي لا تعني حرمان التونسيين من حقهم في التنقل، وعلى بعض السياسيين التريث وفهم سبب اعتماد هذه الإجراءات"