قالت منظمة مراسلون بلا حدود، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، إن المتحدث الرسمي لحركة طالبان ذبيح الله مجاهد تعهد في حديث معها باحترام حرية الصحافة في أفغانستان باعتبارها ستسهم في تصحيح أخطاء القادة، وهو ما سينعكس على المجتمع بالفائدة، وفق تعبيره.
كما أضافت المنظمة، في بيان نشرته عبر تويتر، أن المتحدث باسم الحركة أكد لها السماح للصحفيات بالعمل شريطة وضع الحجاب، وأن هذا القرار سيؤطّر قانونياً، حسبما قال.
من جانبها قالت المنظمة الدولية المهتمة بحرية الإعلام وحقوق الإعلاميين إن الوقت سيكشف مدى جدية تصريحات المتحدث باسم طالبان بشأن العمل الصحفي.
يشار إلى أنه خلال حكمها لأفغانستان في الفترة ما بين 1996 و2001، منعت طالبان النساء من العمل، وفرضت عليهن عقوبات تصل إلى الرجم العلني.
كما منعت الحركة الفتيات من الذهاب إلى المدارس وفرضت على النساء ارتداء البرقع الذي يغطي الجسم كله إذا خرجن من البيوت.
هل اختلفت طالبان؟!
هل اختلفت طالبان هذه المرة؟ سؤال تناقلته وسائل إعلام ومحللون سياسيون كثر حول السياسة المقبلة لطالبان، في ظل اختلاف تام للظروف عن الفترة الماضية، وخصوصاً مع الانتشار الأوسع لمنصات التواصل الاجتماعي والتي تجعل من نقل الحقيقة ليست حكراً لأحد.
قادة الحركة ومتحدثوها واصلوا تشديدهم المستمر على أن سياساتهم هذه المرة تتسم بنوع من الليونة، حتى أن متحدثاً باسمهم قد ظهر في أول مؤتمر بعد سيطرتهم على كابول مع امرأة في مقابلة صحفية على التلفاز، في مشهد نادر.
حيث قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان، في مؤتمر صحفي بكابول الثلاثاء، إنه سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة و"سيكُن فاعلات للغاية في المجتمع لكن في إطار الشريعة الإسلامية".
كما قال قيادي بارز في حركة طالبان، الأربعاء، إن دور المرأة في أفغانستان، بما في ذلك حقها في العمل والتعليم وشكل ملابسها، أمور سيبت فيها مجلس من علماء المسلمين.
وقال وحيد الله هاشمي، المطلع على صنع القرار في الحركة، لرويترز: "علماؤنا سيقررون ما إذا كان سيُسمح للبنات بالذهاب للمدارس أم لا".
وأضاف: "سيبتون فيما إذا كان يتعين على النساء وضع حجاب أو نقاب أو مجرد غطاء للرأس مع عباءة أو شيء ما أو لا. الأمر متروك لهم".
أمام اختبار دولي
وبينما تسارع بإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين من أفغانستان، تجري القوى الأجنبية تقييماً لكيفية التعامل مع الوضع المتغير على الأرض بعد أن تبخرت القوات الأفغانية في أيام، بجانب ما تنبأ به كثيرون من ضياع مرجح لحقوق النساء.
ليندا توماس-جرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة قالت من جانبها: "إذا أرادت (طالبان) أن تنال أي قدر من الاحترام وأن تحظى بأي اعتراف من المجتمع الدولي، فعليها أن تدرك تماماً حقيقة أننا سنراقب كيفية معاملة الحركة للنساء والفتيات… والمجتمع المدني على نطاق أوسع أثناء محاولتها تشكيل الحكومة".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنهما اتفقا على عقد اجتماع افتراضي لزعماء مجموعة السبع الأسبوع المقبل لمناقشة استراتيجية ونهج مشتركين تجاه أفغانستان.
وبحسب بيان للأمم المتحدة، سيعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية جلسة خاصة في جنيف الأسبوع المقبل، لبحث "المخاوف الشديدة بشأن حقوق الإنسان" بعد سيطرة طالبان على البلاد.
وقال رامز ألاكبروف، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان، في مقابلة مع رويترز، إن حركة طالبان أكدت للأمم المتحدة أنها تستطيع مواصلة عملها الإنساني في أفغانستان التي تعاني من الجفاف.