قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي)، بُثت الخميس 19 أغسطس/آب 2021، إن على حركة طالبان أن تقرر إن كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها، مضيفاً أنه لا يعتقد أن الحركة غيّرت معتقداتها الأساسية.
عندما سئل إن كان يعتقد أن طالبان تغيرت قال بايدن للشبكة "لا"، وأضاف: "أعتقد أنهم يمرون بنوع من الأزمة الوجودية بشأن هل يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي على أنهم حكومة شرعية؟ لست متأكداً من أنهم يريدون ذلك"، مضيفاً أن الحركة تبدو أكثر التزاماً بمعتقداتها.
لكنه قال إن طالبان عليها كذلك أن تبذل جهداً لمعرفة إن كان بوسعها توفير الدعم للأفغان.
أضاف في المقابلة التي سُجلت الأربعاء 18 أغسطس/آب "أنهم يهتمون أيضاً بما إذا كان لديهم طعام يأكلونه، وما إذا كان لديهم دخل… يمكنه إدارة الاقتصاد، وهم يهتمون بما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على تماسك المجتمع الذي يقولون إنهم يهتمون به كثيراً… لا أعول على أي من ذلك".
تابع بايدن قائلاً إن ضمان حقوق المرأة سيتطلب ضغوطاً اقتصادية ودبلوماسية وليس القوة العسكرية.
ما الذي تعهدت به حركة طالبان؟
من جهتها، أعلنت الحركة الأفغانية، الثلاثاء 17 أغسطس/آب، أنها تريد علاقات سلمية مع الدول الأخرى، وأنها ستحترم حقوق النساء في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية، في أول مؤتمر صحفي رسمي منذ الاستيلاء الخاطف على كابول.
جاءت تصريحات طالبان، التي تفتقر إلى التفاصيل لكن تشير إلى موقف أكثر ليونة مما كان عليه الوضع خلال حكمها قبل 20 سنة، بينما استأنفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إجلاء الدبلوماسيين والمدنيين بعد يوم من مشاهد فوضى في مطار كابول، عندما كان مئات الأفغان يتلهفون على الفرار.
قال أبرز المتحدثين باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، الذي عقد المؤتمر "لا نريد أي أعداء داخليين أو خارجيين". وقال مجاهد سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة، وسيكُنّ "نشطات للغاية في المجتمع، لكن في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية".
بينما تسارع بإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين من أفغانستان، تجري القوى الأجنبية تقييماً لكيفية التعامل مع الوضع المتغير على الأرض، بعد أن تبخرت القوات الأفغانية في أيام، بجانب ما تنبّأ به كثيرون من ضياع مرجح لحقوق النساء.
قالت ليندا توماس-جرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة لمحطة إم.إس.إن.بي.سي، الثلاثاء "إذا أرادت (طالبان) أن تنال أي قدر من الاحترام، وأن تحظى بأي اعتراف من المجتمع الدولي، فعليها أن تدرك تماماً حقيقة أننا سنراقب كيفية معاملة الحركة للنساء والفتيات… والمجتمع المدني على نطاق أوسع أثناء محاولتها تشكيل الحكومة".
خلال حكمها لأفغانستان في الفترة ما بين 1996 و2001 في ظل الشريعة الإسلامية أيضاً، منعت طالبان النساء من العمل، وفرضت عليهن عقوبات تصل إلى الرجم العلني. ومنعت الحركة الفتيات من الذهاب إلى المدارس، وفرضت على النساء ارتداء البرقع الذي يغطي الجسم كله إذا خرجن من البيوت.
عليهم الوفاء بوعودهم
قال الاتحاد الأوروبي إنه سيتعاون فقط مع الحكومة الأفغانية بعد عودة طالبان إلى الحكم إذا احترمت الحقوق الأساسية، بما فيها حقوق النساء.
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال يوم الثلاثاء "يدعو الاتحاد الأوروبي طالبان إلى احترام تعهداتها بموجب القانون الدولي الإنساني في جميع الظروف".
بينما تنظر باشتانا دوراني، الناشطة في مجال تعليم الفتيات الأفغانيات، بحذر إلى وعود طالبان. وقالت دوراني (23 عاماً) لرويترز "عليهم الوفاء بوعودهم، والآن هم لا يفعلون ذلك".
فقد صدرت أوامر لعدد من النساء بترك وظائفهن خلال تقدم طالبان السريع في أنحاء أفغانستان.
إذ قال المتحدث باسم طالبان إن الحركة لن تسعى للقصاص من الجنود السابقين والحكومة الموالية للغرب، مضيفاً أن الحركة تعفو عن الجنود الحكوميين والمتعاقدين والمترجمين الذين عملوا مع القوات الدولية.
ومضى قائلاً لهم "لن يؤذيكم أحد، لن يطرق أبوابكم أحد". وأضاف أن الفرق ضخم بين طالبان الآن وطالبان منذ 20 عاماً. وأضاف أيضاً أن الأسر التي تحاول الفرار من أفغانستان في المطار يجب أن تعود إلى منازلها، ولن يحدث لها شيء.