تصدَّر البطل الموريتاني الشاب في رياضة الشطرنج عبدالرحيم محمد ولد الطالب، العناوين في موريتانيا، وتلقَّى إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عقب قراره الانسحاب من بطولة العالم لهذه الرياضة الخاصة بالشباب، بعد أن وضعته القرعة في مواجهة خصم من إسرائيل.
حيث أشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بخطوة البطل عبدالرحيم، التي رغب من خلاله في عدم الاعتراف بإسرائيل ورياضييها، ورفض كل أشكال التطبيع معها، كما وُصف بأنه "بطل المسابقة الحقيقي".
في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، قال "ولد الطالب"، الذي يبلغ من العمر 14 عاماً فقط، إنه قرر الانسحاب من هذه المواجهة، لأنه "يرفض اللعب مع ممثل لدولة وهمية غير موجودة في الحقيقة".
إضافة إلى الإشادة الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حظي "ولد الطالب" بتكريم خاص من "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني"، الذي وشَّحه بوسام "فارس فلسطين والأقصى".
ونقلت صحيفة "الخبر" الموريتانية بياناً أصدره "الرباط"، جاء فيه أن ولد الطالب "آثر الانتصار لقضية أمّته والإنسانية جمعاء، قضية فلسطين، على حساب المواصلة في سباق بطولة العالم للشطرنج للناشئين، وذلك بعدما وضعته القرعة في مواجهة اللاعب الذي يمثل الكيان الصهيوني الغاصب".
كما أضاف البيان: "شرَّف الشبل عبدالرحيم بلادنا بأدائه الممتاز في المراحل الأولى من المسابقة قبل أن ينسحب منها طواعية، رافضاً إعطاء الشرعية لكلِّ ما يمتُّ بِصلة للكيان الغاصب، مُحرزاً بذلك ميدالية ذهبية في قلوب المسلمين وأحرار العالم".
في البيان نفسه، عبَّر "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" عن شعوره بـ"الفخر والاعتزاز بالموقف المشرّف الذي سجّله الابن البار لوطننا الحبيب".
الإشادة الواسعة لم تأتِ من موريتانيا فقط، بل من فلسطين أيضاً وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عبر الناطق الرسمي باسمها، سامي أبو زهري، الذي قال في تغريدة على تويتر: "ننظر باعتزاز كبير للبطل الموريتاني عبدالرحيم الذي رفض اللعب مع ممثل الاحتلال وانسحب في الجولة الأخيرة بكأس العالم للشطرنج".
كما أضاف "هذا الموقف تعبير عن أصالة الموقف الموريتاني الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية ويزيد من اعتزازنا بالأشقاء الموريتانيين".
ودأب عدد من الرياضيين العرب على المقاطعة أو الانسحاب من مواجهات في تظاهرات رياضة كبرى، عندما تضعهم القرعة وجهاً لوجه أمام متنافسين من إسرائيل، ولعل آخر هؤلاء الأبطال لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين، الذي انسحب من أولبياد "طوكيو" الأخير؛ رفضاً لمواجهة المصارع الإسرائيلي طوهار بوتبول.