قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، إن روسيا ترى "إشارات مشجعة" من طالبان، لكنها لن تتسرع في الاعتراف بها كسلطة شرعية لأفغانستان، كما وصف في مؤتمر صحفي، استعداد حركة طالبان لتشكيل حكومة شاملة بـ"أمر مشجع".
وبعد استيلاء "طالبان" على العديد من عواصم الولايات الرئيسية في الأيام الأخيرة، وإجبار القوات الحكومية على الاستسلام أو الفرار، وصل مقاتلو الحركة الأحد إلى العاصمة وأعلنوا السيطرة على البلاد.
رسالة مطمئنة من موسكو
وزير الخارجية الروسي، قال في المناسبة نفسها: "لسنا في عجلة من أمرنا للاعتراف بها (طالبان)، مثل جميع الدول الأخرى".
كما أشار إلى أنه تحدث، أمس مع وزير خارجية الصين وانغ يي، ولفت إلى أن لديهما نفس المواقف وأنهما وجدا إشارات مشجعة من طالبان مثل رغبتهم في تشكيل حكومة بمشاركة قوى سياسية أخرى.
لافروف، أشاد كذلك برغبة طالبان في السماح بتعليم الفتيات، واستمرار مهام الذين عملوا في ظل حكومة الرئيس السابق (أشرف) غني دون عرقلة الطريق أمامهم.
ونوه الوزير الروسي إلى قدرة طالبان على "إرساء القانون والنظام بشكل فعال" في شوارع العاصمة كابول.
قبل أن يختتم تصريحه بالتأكيد على أن موسكو تؤيد: "بدء حوار شامل بمشاركة كل الجماعات السياسية والعرقية في أفغانستان".
اتفاق بين روسيا وطالبان
أعلنت عنه الخارجية الروسية، الإثنين 16 أغسطس/آب، وقالت فيه إن سفارتها في كابول أبرمت اتفاقاً مع طالبان يضمن أمن موظفيها وبعثتها الدبلوماسية في كابول، وذلك بعد أن أجرت "اتصالات عمل" مع الحركة، "ضمِنت من خلالها سلامتها"، حسبما جاء في بيان للخارجية.
جاء في البيان: "حسب المعلومات المتاحة فإن الوضع في كابول وفي أفغانستان ككلٍّ مستقر"، مشيرة إلى أن طالبان بدأت في استعادة النظام العام، ووفرت ضمانات لأمن السكان المحليين والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
في السياق نفسه، دعت الوزارة "جميع الأطراف الأفغانية" إلى تجنب العنف والعمل من أجل حل سلمي للوضع.
كما أضافت أن السفارة الروسية في كابول "تواصل عملها بشكل طبيعي. وقد أُجريت اتصالات عمل مع ممثلي السلطات الجديدة، من أجل ضمان أمن البعثة الروسية"، وأوضحت السفارة في بيانها، أن موسكو ستواصل مراقبة التطورات في أفغانستان من كثب.
في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ناقشا الوضع في أفغانستان عبر الهاتف، واتفقا على مواصلة المشاورات مع الصين وباكستان والأمم المتحدة.
موسكو أوضحت أن لافروف تحدث هاتفياً أيضاً مع نظيره الصيني وانغ يي، وبحث معه التنسيق السياسي، بسبب الوضع في أفغانستان وانعكاساته على المنطقة.