روسيا تدعو لاجتماع لمجلس الأمن حول التطورات السريعة في أفغانستان والبابا يدعو الأطراف للحوار

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/15 الساعة 11:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/15 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
أفراد من الجيش النظامي الأفغاني يقفون في نطاق تفتيش بالقرب من قاعدة بغرام في أفغانستان/ رويترز

يراقب العالم عن كثب التطورات المتسارعة في أفغانستان، خصوصاً مع إعلان وزارة الداخلية الأفغانية، صباح الأحد 15 أغسطس/آب 2021، أن طالبان بدأت هجومها على مدينة كابول من جميع الجهات. 

ومع تطورات الأوضاع السريعة، أعلنت الخارجية الروسية الأحد أن موسكو تعمل مع شركائها على عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أفغانستان.

حيث قال زامير كابولوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان: "نحن منخرطون في هذه الجهود، وشركاؤنا أيضاً يعملون عن كثب على ذلك".

ونقلت وكالة "تاس" الروسية، عن مصدر في الخارجية قوله "إن الوزارة تراقب عن كثب تطور الأوضاع في أفغانستان بالتنسيق مع السفارة في كابول".

بريطانيا من جانبها أعلنت عن اجتماع عاجل لمجلس نوابها، لبحث التطورات في أفغانستان. 

في حين تلتزم واشنطن الصمت، منخرطة في عملية إجلاء رعاياها المهددين في سفارتها بكابول، مع اقتراب الحركة من السيطرة على العاصمة، التي من المتوقع أن تتم بشكل سلمي ودون قتال. 

أما الاتحاد الأوروبي فإنه يشعر بالقلق من أن التطورات في أفغانستان يمكن أن تؤدي إلى عودة أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا عامي 2015 و2016، عندما أدى وصول أكثر من مليون شخص من الشرق الأوسط على نحو فوضوي إلى إنهاك أنظمة الأمن والرعاية الاجتماعية، وزيادة شعبية الجماعات اليمينية المتطرفة، وذلك حسبما صرّح مفوض الاتحاد الأوروبي مارجريتيس شيناس، الأحد. 

من جانبه، دعا البابا فرنسيس إلى الحوار، من أجل إنهاء الصراع في أفغانستان، لكي يتسنى لشعبها الحياة في سلام وأمن واحترام متبادل.

على تخوم العاصمة 

كانت وزارة الداخلية الأفغانية أعلنت صباح الأحد أن طالبان بدأت هجومها على مدينة كابول من جميع الجهات، فيما أكدت الحركة في بيان لها تحركها نحو العاصمة، فيما قالت إنها أمرت جميع مقاتليها بالإحجام عن العنف. 

كانت تقديرات استراتيجية قد أشارت، السبت 14 أغسطس/آب 2021، إلى أن الحركة على بعد 72 ساعة فقط عن العاصمة كابول، مع تقدمها السريع في عدة مدن. 

وأعلنت طالبان في بيان أنها أمرت قواتها بالوقوف على تخوم العاصمة وعدم محاولة دخولها، مشيرة إلى أن هناك "مفاوضات جارية" لضمان عملية تسليم العاصمة كابول. 

بيان طالبان لم تعلّق عليه الحكومة حتى الآن، ولكن المتحدث باسم طالبان أكد أن الحركة "لا تريد دخول العاصمة كابول بالقوة أو بالحرب، ونفضل الدخول بسلام". 

كما قال المتحدث باسم طالبان على تويتر إن الحركة ستتخذ خطوات جادة لحماية الأموال والممتلكات في كابول، مضيفاً "نطمئن جميع أصحاب البنوك والتجار في كابول أن ممتلكاتهم لن تتضرر".

وقال كذلك: "لا نرغب في سقوط أي مدني قتيلاً أو جريحاً مع تولينا زمام الأمور، لكننا لم نعلن وقفاً لإطلاق النار".

في المقابل، تحدَّث القصر الرئاسي عن إطلاق نار في مناطق في كابول، مشيراً إلى أن القوات الأفغانية تدافع عن العاصمة بالتنسيق مع شركائها الدوليين.

فيما تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن تواجد عناصر لطالبان داخل العاصمة، وقد تداول ناشطون صوراً ومواقع جغرافية لتواجدهم. 

تطورات سريعة 

كان مسؤول محلي قد أعلن مساء السبت سيطرة حركة "طالبان" على مدينة "مزار شريف"، عاصمة إقليم "بلخ" شمالي البلاد، الأمر الذي جعلها تقترب أكثر فأكثر من العاصمة كابول.

حيث نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن عباس إبراهيم زادة، النائب البرلماني عن إقليم بلخ، قوله إن "الجيش الوطني استسلم أولاً؛ ما دفع الميليشيات الموالية للحكومة والقوات الأخرى إلى فقدان الروح المعنوية، والاستسلام في مواجهة هجوم طالبان".

زادة أشار إلى أن "عبدالرشيد دوستم وعطا محمد نور، من أمراء الحرب السابقين الذين يقودون آلاف المقاتلين، فروا من المدينة، ولم يُعرف مكانهم".

فيما ذكرت "أسوشيتد برس" أن "سقوط مزار شريف، رابع أكبر مدينة في البلاد، التي تعهدت القوات الأفغانية واثنان من أمراء الحرب السابقين الأقوياء بالدفاع عنها، منح المسلحين إمكانية السيطرة على شمال أفغانستان، وحصر الحكومة في الوسط والشرق".

من بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضة "طالبان" قندهار، التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات، ثالث أكبر مدينة بالبلاد، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة كابول، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.

بذلك باتت 23 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة حركة طالبان، بعد سيطرتها على عواصم 4 ولايات، السبت.

في وقت سابق السبت، سيطرت "طالبان" على عواصم ولايات باكتيكا وبكتيا وكونار (شرق)، الحدودية مع باكستان.

كما سيطرت على مدينة "بل علم"، عاصمة إقليم لوغار، التي تقع على بُعد نحو 70 كيلومتراً جنوبي كابول، التي يمكن شن هجوم منها على العاصمة.

يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.​​​​​​ 

تحميل المزيد