أعلنت الجزائر مساء الجمعة، 13 أغسطس/آب 2021، سيطرتها على غالبية الحرائق التي اندلعت في الغابات شمالي البلاد، فيما بلغت حصيلة ضحايا الكارثة 71 قتيلاً على الأقل، منهم 28 جندياً، فيما لا يزال هناك أشخاص في عداد المفقودين، وجثث أخرى ما زالت مجهولة الهوية.
فبحسب بيان لهيئة الحماية المدنية فقد تم إخماد 76 حريقاً من أصل مئة أحصيت الخميس، في 15 ولاية بالبلاد، بما في ذلك الحريق الكبير في منطقة تيزي وزو، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية السبت.
ويواصل عناصر الإطفاء ومتطوعون مكافحة 35 حريقاً في 11 ولاية أخرى، من بينها جيجل وبجاية وبومرداس، وفق أحدث تقرير للحماية المدنية.
فيما قال نائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان سعيد صالحي: "في منطقة القبائل، لم يتمكن الخبراء من تحديد هوية 6 جثث من أصل 25". وأضاف "العائلات ما زالت تبحث عن أفراد لها، ما يزيد من الحزن والمأساة".
ولا تزال دوائر عدة من منطقة "تيزي وزو" من دون كهرباء وغاز وهاتف. فقد أغلقت الكثير من محطات الوقود بعد انفجار واحدة في عين الحمام، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة كانوا في سيارتهم.
ويعبر أبناء هذه المناطق عن خشية أخرى، تتمثل في احتمال تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات بفيروس كورونا، فخلال مكافحة الحرائق سقطت كل تدابير الوقاية.
مبادرات التضامن
وأمام هذه المأساة، كثرت مبادرات التضامن على الأرض وفي كل أرجاء البلاد، فيما توجه نداءات كثيرة للمساعدة من قبل المجتمع المدني في الجزائر والخارج.
من جانبه، قال أحد سكان البلدة ويدعى جمال، في اتصال هاتفي، إن الحصيلة مرجحة للارتفاع "بسبب وجود مفقودين".
ويقول المتقاعد جمال غاضباً: "المشهد فظيع، وما من كلام كاف لوصفه"، مستنكراً عدم جاهزية السلطات للتعامل مع الحرائق، رغم أنها تتكرر.
يشار إلى أنه نتيجة للكارثة فقد أخليت بلدات بكاملها، واحترقت منازل، وتفحمت قطعان، وتنتشر في كل مكان مشاهد الفوضى والخراب.
ويضيف الرجل الستيني "الحكم يقوم على استباق الأمور وتوقعها إلا عندنا، حيث التحرك يأتي دائماً بعد الكارثة، بعد أن يقع الضرر".
أما مهند فقد نقل عائلته إلى العاصمة الجزائرية، وعاد إلى منطقة الحرائق للمساعدة في العمل ميدانياً. وهو يواجه صعوبة في وصف فظاعة الوضع: "لم يسبق أن رأيت شيئاً كهذا من قبل، خسرت عائلات كل شيء". ويضيف وقد اعتصرته الغصة "ما زلت أشم رائحة الأجسام المحترقة، رائحة لا تحتمل، وهي لا تفارقني".
ويأتي هذا منذ أن اشتعلت النيران، الإثنين 9 أغسطس/آب، واجتاحت الغابات الواقعة شمال وشرق الجزائر، بحسب جهاز الحماية المدنية الجزائري، وخصوصاً في منطقة تيزي وزو، التي شهدت أكبر عدد من الخسائر في الأرواح.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال يوسف ولد محمد، محافظ الغابات في ولاية تيزي وزو: "إن اشتعال نحو 30 حريقاً في أوقات متزامنة، ومنها 10 حرائق كبيرة في بلديات مختلفة من المنطقة الواحدة، في نفس اليوم الذي تصدر فيه نشرة الأرصاد الجوية تنبيهاً باقتراب موجة حارة، لا يمكن أن يكون ذلك لأسباب طبيعية".