أدى الفلسطينيون، بعد صلاة الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، صلاة الغائب، في مساجد الضفة الغربية، على أرواح ضحايا الحرائق التي تجتاح الجزائر، وأودت الكارثة بحياة 69 شخصاً ودمار أجزاء شاسعة من الغابات الجزائرية.
جاء ذلك تلبية لدعوة وجهتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للأئمة والخطباء لإقامة "صلاة الغائب على أرواح شهداء حرائق الجزائر".
بينما تستعر عشرات من حرائق الغابات في مناطق جبلية بالجزائر منذ يوم الإثنين وتضررت تيزي وزو بشكل خاص وهي الإقليم الرئيسي في منطقة القبائل شرق العاصمة.
تضامن فلسطيني بعد حرائق الجزائر
إذ قالت الوزارة -في بيان- إن إقامة الصلاة تأتي "تأكيداً على عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري، وشكراً لدولة الجزائر على مواقفها الثابتة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني".
في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، أدى فلسطينيون صلاة الغائب على أرواح شهداء الحرائق في الجزائر.
أفاد مراسل وكالة الأناضول، الذي تواجد في المسجد، أن صلاة الغائب أقيمت عقب أداء صلاة الجمعة. ونقل عن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أن أعداد من شاركوا بالصلاة نحو 40 ألف مصلٍّ.
من جهته، قال محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين، في خطبته بمسجد خالد بن الوليد بمدينة رام الله: "نُصلي صلاة الغائب على أرواح الضحايا، ضحايا الحرائق التي وقعت في الجزائر الحبيبة التي نحبها وتحبنا، نحب شعبها وشعبها يحب فلسطين وأهل فلسطين".
ودعا الله أن "يصونها وينقذها من كل بلاء وسائر بلاد المسلمين".
بينما عزى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء الماضي، نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، بضحايا الحرائق، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وقال في برقية التعزية: "نتابع بقلق كبير أنباء اندلاع الحرائق في عدة ولايات شرقي الجزائر الشقيق، أودت بحياة عشرات الضحايا بين مدنيين وعسكريين".
اعتقالات وجهود لاحتواء الحرائق
من جهته، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الخميس 12 أغسطس/آب، إن سلطات بلاده اعتقلت 22 شخصاً يشتبه في ضلوعهم في إضرام مجموعة من أشد حرائق الغابات تدميراً في تاريخ البلاد والتي أودت بحياة 69 شخصاً ووصف تلك الحرائق بأنها كارثة، وحث على الحفاظ على الوحدة الوطنية.
تبون أضاف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء أن بعض الحرائق "تسبب فيها ربما الطقس المرتفع (الحرارة) جداً بالبحر الأبيض المتوسط بصفة عامة لكن أغلبها تسببت فيها أياد إجرامية".
أضاف: "22 شخصاً مشتبهاً فيهم يوجدون حالياً في قبضة العدالة من بينهم 11 في ولاية تيزي وزو، وأربعة في عنابة والباقي في ولايات المدية وجيجل وعين الدفلى".
من بين القتلى 28 عسكرياً على الأقل؛ إذ نشرت الجزائر الجيش للمساعدة في جهود احتواء الحرائق مع فرق الإطفاء.
قال الرئيس بعد أن وصف الأمر بالكارثة: "إيماننا بالوطن وقوتنا وعزيمتنا لن تنهار". وأشاد بإرسال المحافظات والأقاليم الأخرى مساعدات للمناطق المتضررة شملت الغذاء والدواء والتبرعات ومواد أخرى.
أضاف قائلاً: "نوصي بعضنا البعض بالوحدة الوطنية، فهي البداية وهي النهاية".
إضافة للاستعانة بالجنود على الأرض، استخدم الجيش ست طائرات هليكوبتر لإخماد النيران بمساندة من طائرتي إطفاء مستأجرتين من الاتحاد الأوروبي بدأتا العمل منذ صباح اليوم الخميس.