أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مساء الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، تطرق خلالها إلى التطورات الأخيرة في أفغانستان، أنه ربما يستقبل زعيم حركة طالبان في الفترة القادمة.
الرئيس التركي قال أيضاً في لقائه التلفزيوني: "مؤسساتنا المعنية تقوم بالإجراءات اللازمة (حيال التطورات في أفغانستان)، وضمن ذلك المباحثات مع حركة طالبان"، وأضاف: "أجريت مباحثات مع الجانب القطري حول وقف خطوات طالبان وسبل تحقيق المصالحة".
مباحثات حول أفغانستان
تأتي تصريحات الرئيس التركي، في الوقت نفسه الذي قال فيه الناطق باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، إن بلاده تجري مباحثات مع كافة الأطراف المعنية في أفغانستان بهدف ضمان الاستقرار فيها.
أوضح جليك في تصريح صحفي، بالعاصمة أنقرة، أن هناك تقاسماً للأدوار بين مؤسسات الدولة في إجراء المباحثات مع مختلف المجموعات الأفغانية. وأشار إلى أن تركيا احتضنت الهاربين من الموت، لكنها لن تسمح أبداً باستغلال ذلك، مؤكداً أن "تركيا ليست مخيم مهاجرين لأحد".
عمر جليك تابع: "نحن أمة نحتضن الهاربين من الموت. هذا النهج هو نهج تركيا الإنساني عبر التاريخ". وأكد أن تركيا ستحتضن الأشخاص الفارين من الموت، ولكنها لن تسمح باستغلالهم بأي شكل من الأشكال.
نقل اللاجئين
جدير بالذكر أن تركيا أعربت عن رفضها تنفيذ برنامج الولايات المتحدة الخاص بنقل لاجئين أفغان إلى أراضيها عبر دول ثالثة.
حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية طانجو بيلغتش، في بيان، إن بلاده لا تقبل القرار غير المسؤول الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية دون استشارتها. وأضاف: "إذا أرادت واشنطن نقل هؤلاء اللاجئين لأراضيها فمن الممكن أن يتم ذلك مباشرة بالطائرات".
في حين تصاعد مستوى العنف بأفغانستان، منذ مطلع مايو/أيار 2021، مع اتساع رقعة نفوذ حركة طالبان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية بأمر من الرئيس جو بايدن في أبريل/نيسان 2021، والمقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب 2021.
ملفات مشتركة
في سياق متصل بحث متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية عديدة مثل تونس، وأفغانستان، وأذربيجان.
حيث أفاد بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، الثلاثاء، بأن قالن وسوليفان تناولا هاتفياً سبل التركيز على أجندة إيجابية بين البلدين، والخطوات الواجب اتخاذها من أجل تعزيز التعاون الثنائي.
كما أكد الجانبان أهمية التعاون والتضامن بين الدول في مكافحة الكوارث الطبيعية، خاصةً حرائق الغابات التي نشبت بعدد من البلدان في الفترة الأخيرة. وشدد قالن وسوليفان على ضرورة تحفيز إعادة إرساء النظام الديمقراطي في تونس مجدداً.
كما لفت الجانبان إلى ضرورة التعاون الدولي من أجل ضمان الأمن والاستقرار في أفغانستان، والحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية فيها. وأكد الطرفان أنه يجب على المجتمع الدولي فهم الواقع في جزيرة قبرص بالشكل الصحيح، ودعم حل الدولتين العادل لكلا الجانبين (التركي والرومي).