قالت صحيفة Daily Mail البريطانية في تقرير نشرته يوم الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، إن شركة جوجل تُخطّط لخفض رواتب موظفيها الذين يرفضون العودة إلى المكاتب، في قرارٍ سيقع تأثيره الأكبر على من يعيشون بعيداً عن المكاتب.
تأتي الخطوة ضمن تجربةٍ في وادي السيليكون، ستشهد دفع رواتب أقل للموظفين الذين يعملون من المنزل، وذلك نظراً للنفقات التي يُوفّرونها مثل مصاريف التنقل وشراء الطعام الجاهز. ورغم دراسة تطبيق هذه الخطط داخل الولايات المتحدة فقط حالياً، لكن يُعتقد أنّ جوجل سوف تطبقها لاحقاً داخل مكتبها في لندن.
عودة الموظفين للمكتب
إذ تستعد شركة التكنولوجيا العملاقة لعودة موظفي المملكة المتحدة إلى المكاتب، بدءاً من أكتوبر/تشرين الأول، رغم التوقعات بأن يُواصل خُمس الموظفين تقريباً العمل من المنزل.
كذلك ووفقاً لبحثٍ من موقع CV Library وشركة Reed، فإنّ عدد فرص التوظيف بنظام العمل من المنزل يُواصل الازدياد.
حيث شهد موقع CV Library نشر نحو 70 ألف إعلان عن وظائف تسمح بالعمل عن بُعد بين شهري مارس/آذار ويوليو/تموز عام 2021، أي أربعة أضعاف الإعلانات المنشورة في نفس الوقت من العام الماضي. أما على موقع شركة Reed، فقد كانت نسبة 1% فقط من الوظائف هي التي تسمح بالعمل عن بُعد في عام 2019، وقد ارتفعت تلك النسبة الآن إلى 5%.
المكاتب المجهزة!
رغم ذلك يقول الرئيس التنفيذي لشركة عقارات Derwent London بول ويليامز إنّه يتوقع عودة الشركات إلى العمل من المكتب، بدءاً من سبتمبر/أيلول 2021، في ظل ارتفاع الطلب على المكاتب المجهزة بخدمات مثل صالات الألعاب الرياضية والحانات ومضامير الجري.
بينما رفضت الحكومة البريطانية انتقاد موظفيها الذين يرفضون العودة إلى المكاتب، رغم الدعوات بخفض رواتبهم إن أرادوا الاستمرار في العمل من المنزل.
في حين أردف ويليامز في حديثه إلى شبكة BBC البريطانية قائلاً: يتوق العملاء إلى العودة للمكاتب في سبتمبر/أيلول. والطلب المتزايد مدفوعٌ بمعركةٍ من أجل الاستحواذ على المواهب، إذ تحاول الشركات الحصول على مبانٍ خضراء جيدة، ولا ينبعث منها الكربون، الجميع يريد مكاناً سهل التعديل، حيث يمكن للموظفين العثور على سبل الراحة داخل بنايةٍ تضم مضماراً للجري، وكل هذه الأشياء مكانٌ يمكنك الذهاب إليه من أجل التطور والإبداع، يريد الناس العودة إلى المكتب، سواء للتعلم أو لقاء الزملاء، ولدينا العديد من الأسطح الخلابة، والحانات، والصالات الرياضية، وإذا واصلنا توفير البنايات الرائعة فسوف يرغب المزيد من الناس في العودة إلى المكاتب.
في سياق متصل يبدو أن جوجل بدأت تقمع العاملين من المنزل بهذه السياسة الجديدة، إذ تقترح الخطة اقتطاع جزءٍ من أجورهم بناءً على كمّ الأموال التي يُوفّرونها بعدم تنقّلهم إلى المكتب.
حيث قال المتحدث باسم جوجل: "لطالما كانت حزم المكافآت لدينا تختلف بحسب الموقع، ودائماً ما ندفع رواتب هي الأعلى في السوق المحلي، بناءً على مكان عمل الموظف".
خفض الرواتب
أما في الولايات المتحدة، فقال موظفٌ من جوجل -رفض ذكر اسمه- إنّه كان يتنقّل عادةً من مقاطعةٍ قريبة إلى سياتل من أجل العمل. وأردف الموظف أنّ عمله من المنزل بدوامٍ كامل الآن سيُؤدي إلى خفض راتبه بنسبة 10% تقريباً، وذلك وفقاً لأداة أطلقتها الشركة في يونيو/حزيران.
كان الموظف المذكور يُفكّر في العمل من المنزل، لكنه قرر الآن مواصلة الذهاب إلى المكتب، رغم أنّ التنقلات تستغرق ساعتين من يومه: "سيكون الجزء المقتطع من راتبي كبيراً بحجم العلاوة التي حصلت عليها في آخر ترقية، لم أبذل كل هذه الجهود لأحصل على الترقية، ثم أخسر علاوتي من أجل العمل عن بُعد".
بينما أشارت اللقاءات التي أُجرِيَت مع موظفين آخرين في جوجل إلى أنّ نسبة خفض الرواتب بسبب العمل عن بُعد ستصل في بعض الحالات إلى 25%.
تأتي أنباء خطط جوجل بالتزامن مع تصريحات مؤسس CV Library لي بيغينز حول اعتقاده بأنّ العمل من المنزل سيظل قائماً ولن يختفي من الوجود: "إذا اختارت الشركات خفض الرواتب وتقليل مزايا العاملين من المنزل، فسوف تكون الفرصة سانحةً أمام الشركات الجاهزة لتلبية طلبات أفضل الباحثين عن الوظائف".