قال موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، إن حركة طالبان أذهلت حتى أعتى مسؤولي الجيش والأمن القومي في الحكومة الأمريكية؛ بسرعة غزواتها على مدار الأسبوع الماضي، وفقاً لما صرّحت به مصادر مطلعة على التطورات للموقع، وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس جو بايدن عزمه التام على سحب القوات من البلاد بحلول الـ31 من أغسطس/آب أياً كان الثمن.
حسب ما ذكره الموقع المذكور، فإن هذه أنباء مهمة، لأنها لم تُغيّر شيئاً في استراتيجية الرئيس الأمريكي، كما قال أشخاصٌ مطلعون على تفكيره، وربما لن يكون هناك فاصلٌ زمنيٌّ كبير بين انسحابه الكامل من أفغانستان وانهيار البلاد الكامل في حفرة الحرب الأهلية الدموية.
المسألة أصبحت أكثر تعقيداً
إذ قال بايدن للمراسلين، الثلاثاء 10 أغسطس/آب: "لست نادماً على قراري. لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاماً. وقد درّبنا أكثر من 300 ألف جندي أفغاني وسلّحناهم بأحدث المعدات… وعليهم الآن القتال من أجل أنفسهم".
مع ذلك، أسقطت حركة طالبان سبع عواصم ولايات في خمسة أيامٍ فقط، وصارت تُسيطر الآن على نحو 65% من أراضي البلاد.
فيما أعرب كبار المسؤولين الأمريكيين سراً عن ثقتهم المحدودة بقوات الأمن الأفغانية، بسبب افتقارها إلى الكفاءة العسكرية، وانعدام التنظيم، وضعف مهارات التواصل التي تجعلها عاجزةً عن التنسيق بالشكل المناسب للحصول على الدعم الجوي الأمريكي وحماية الأراضي من "طالبان".
كما أنه لم تتضح بعدُ طبيعة النصائح التي سيقدمها رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك مايلي للرئيس بايدن حيال ما إذا كان على الولايات المتحدة مواصلة غاراتها الجوية على "طالبان" بعد يوم 31 أغسطس/آب. وقد رفض البنتاغون التعليق على الأمر.
بينما أوضح مسؤولٌ بارز سابق بالاستخبارات الأمريكية، أنّه حتى في حال أراد بايدن لاحقاً تغيير مساره والسماح بحملةٍ جوية عقب الانسحاب، فإنّ قيادة الحملة من خارج الحدود الأفغانية سيكون أمراً مكلفاً وصعباً من الناحية اللوجيستية.
وأردف المصدر، الذي ما يزال على اتصالٍ بزملائه السابقين، أنّ زملاءه يشعرون باليأس وقد تقبّلوا فكرة أن بايدن "مصممٌ على رأيه وأنّه لا جدوى من مقاومته".
بين مؤيد لبايدن ومطالب بالتراجع
في حين قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في مؤتمرٍ صحفي، الإثنين 9 أغسطس/آب، عن قوات الأمن الأفغانية: "إنّها بلادهم وعليهم الدفاع عنها الآن. هذا هو كفاحهم الخاص".
من جانبه، صرّح السيناتور بين كاردين، الذي يخدم في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لموقع Axios، بأنّه ناقش الوضع في أفغانستان، يوم الإثنين، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووجد أنّه "من المستحيل" أن يُغيّر بايدن استراتيجيته لسحب القوات.
بينما صرّح رئيس اللجنة، السيناتور بوب مينينديز، للموقع بأنّه يحترم بايدن، لكنه يرفض هذه الخطة بشدة: "أتفهم أنه لا يُريد خوض حربٍ بلا نهاية. لكنني اعتقدت دائماً أنّ حالات الطوارئ يمكنها تغيير القرارات.. ويجب على الرئيس التفكير فيما إذا كانت الأمور تمضي حسب ما تخيلها".
مع ذلك، يدعم العديد من الديمقراطيين هذا الانسحاب، إذ قال السيناتور كريس ميرفي للموقع الأمريكي: "علينا كأُمَّة أن نكون قادرين على تحويل اهتمامنا إلى الأمور الأكثر أهميةً من أفغانستان… وهذا خير دليلٍ على أنّ أوان إنقاذ أفغانستان قد فات".
كذلك صرّح متحدثٌ باسم وزارة خارجية بايدن للموقع، قائلاً إن المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد في الدوحة الآن؛ من أجل "الضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري والتفاوض على تسويةٍ سياسية. وفي حال واصلت طالبان السير في هذا الطريق، فسوف تصير الحركة منبوذةً دولياً بدون أي دعمٍ من المجتمع الدولي أو حتى الأشخاص الذين يرغبون في حكمهم".
وعند سؤال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد عن ذلك، قال: "لم نستسلم لأي ضغطٍ أجنبي من قبل، ولا ننوي الرضوخ في أي وقتٍ قريب أيضاً".
في حين يقول الأشخاص الذين يعملون على القضية في أرفع المستويات، إنّ "الأوان قد فات، وإنّ علينا الاعتراف بأنّ عملية السلام قد فشلت".