توجّه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب، الأربعاء 11 آب/أغسطس 2021، في أول زيارة من نوعها منذ تحرك البلدين نحو التطبيع العام الماضي.
هذه الزيارة تأتي بعد أن اتفقت إسرائيل والمغرب في ديسمبر/كانون الأول على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة الرحلات الجوية المباشرة بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واعترفت فيه واشنطن أيضاً بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وفد إسرائيلي رفيع المستوى
مكتب لابيد قال إن وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي يرأس وفداً وزارياً، سيفتتح البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط وسيزور معبد بيت إيل التاريخي في الدار البيضاء وسيجري محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة.
هذه الزيارة ينظر لها لابيد على أنها تاريخية، فقد صرح قبل انطلاق الرحلة التي ستستغرق يومين بأنها تأتي "استمراراً للصداقة الطويلة وترسيخاً للجذور العميقة وتقاليد الطائفة اليهودية في المغرب والجالية الكبيرة من الإسرائيليين من ذوي الأصول المغربية".
كان المغرب واحداً من أربع دول عربية -هي الإمارات والبحرين والسودان بالإضافة إليه- مضت قدماً نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي بموجب اتفاقات تمت بوساطة أمريكية.
وأثارت تلك الاتفاقات غضب الفلسطينيين الذين اعتمدوا لفترة طويلة على الدعم العربي في سعيهم لإقامة دولة على أراض تحتلها إسرائيل.
رفض مؤسسات مدنية مغربية للزيارة
في المقابل، أعلنت فعاليات مغربية غير حكومية، على رأسها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، رفضها زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، مؤكدة أنها تعد "إساءة في حق المغرب والمغاربة وطعناً في حق فلسطين وشعبها الصامد".
وفي بيان لها عبر فيسبوك قالت المجموعة إن "هذا التوجه التطبيعي في السياسة الخارجية للدولة مناقض لموقع وموقف ومسؤوليات المغرب دولة وشعباً تجاه قضية فلسطين وتجاه الأمة الإسلامية".
من جانبها، رفضت "نقابة الجامعة الوطنية للتعليم ـ التوجه الديمقراطي" (غير حكومية) زيارة لبيد.
كما دعت في بيان، الثلاثاء، إلى الانخراط الواسع في الحملة الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنظمها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" ضد زيارة وزير خارجية إسرائيل.
في الوقت ذاته وصلت إلى مراكش، الأحد 25 يوليو/تموز الماضي، أول رحلة طيران منتظمة ومباشرة من مدينة تل أبيب، في ظل استئناف الجانبين تطبيع علاقاتهما.
يذكر أنه وخلال السنوات الماضية، لم تتوقف حركة السياحة المغربية تجاه إسرائيل بحسب بيانات لوزارة السياحة الإسرائيلية، إذ تعيش نسبة من اليهود المغاربة في إسرائيل.