دعا تقرير دولي إلى إعادة توجيه التركيز العالمي، المسلَّط منذ أربعة عقود بشكل مكثف وحصري، على غاز ثاني أكسيد الكربون، بهدف تقليص الاحتباس الحراري، وأزمة التغير المناخي وما سببته من حرائق حول العالم في الأيام الأخيرة، لتشمل غازاً آخر، خطورته لا تقل أهمية عن ثاني أكسيد الكربون.
فبحسب تقرير "تاريخي" أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة، الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، نبَّه علماء إلى ضرورة أن تجري الدول "خفضاً قوياً وسريعاً ومستداماً" في انبعاثات غاز الميثان، إضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
حيث قال العلماء إن التركيز على تخفيض انبعاثات غاز الميثان يعتبر أفضل أمل لكوكب الأرض لدرء الاحتباس الحراري الكارثي.
ومن المحتمل أن يثير التقرير الفزع في الدول التي تختار الغاز الطبيعي بديلاً أنظف للفحم الذي يتسبب في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما يمكن أن يفرض تحديات على الدول التي تعتبر فيها الزراعة والثروة الحيوانية، لاسيما الماشية، من الصناعات المهمة.
الفرق بين الغازين
بحسب التقرير، فإنه بينما يتسبب كل من الميثان وثاني أكسيد الكربون في رفع درجة حرارة الغلاف الجوي، فإن غازي الاحتباس الحراري غير متساويين.
فجزيء واحد من ثاني أكسيد الكربون يسبب حرارة أقل من جزيء الميثان، لكنه يبقى في الغلاف الجوي مئات السنين، بينما يختفي جزيء الميثان خلال نحو 20 عاماً.
وقال دوروود زيلكي مراجع التقرير ورئيس معهد الحوكمة والتنمية المستدامة في واشنطن العاصمة، إن التقرير "يضع كثيراً من الضغط على العالم لتكثيف مكافحته للميثان".
وأضاف زيلكي: "خفض الميثان أكبر وأسرع استراتيجية منفردة لإبطاء الاحتباس الحراري".
وتقول الأمم المتحدة إن انبعاثات الميثان تعد مسؤولة عن نحو 30% من ارتفاع درجة حرارة الأرض على مستوى العالم منذ عصر ما قبل الصناعة.
لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لم تناقش حتى الآن دور الميثان والإيروسولات (الهباء الجوي) وغيرهما من ملوثات المناخ ذات الأجل القصير.
وقالت جين لوبشينكو، نائبة مدير المناخ والبيئة في المكتب المختص بسياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض: "التقرير يلفت النظر إلى الفوائد العاجلة للخفض الكبير في غاز الميثان سواء من ناحية تركيزه بالغلاف الجوي أو الفوائد المترتبة على ذلك على صحة الإنسان نتيجة تحسُّن جودة الهواء".