فاجأ إعلان جديد عن شاغر جميع الباحثين عن وظائف لما يتطلبه من "تأهيل عال" ومتطلبات خاصة تشمل استعداد المترشح لقضاء عام كامل محاصراً في مكان ضيق بلا نوافذ، والعيش على موارد محدودة وأطعمة معبأة وأدوات تتعطل من حين لآخر.
يضاف إلى هذا الوضع الفيزيائي المرهق "أعباء عمل ضخمة"، قدمته وكالة الفضاء الامريكية ناسا، لشغل أربع وظائف في وحدة تبلغ مساحتها 158 متراً مربعاً تقريباً، وذلك في إطار محاولتها محاكاة الصعوبات التي قد تواجهها مهمات المريخ، حسبما قالت صحيفة The Times البريطانية الإثنين 9 أغسطس/آب 2021.
من ينجح من المتقدمين، فسينضم إلى "الوحدة" في مركز جونسون للفضاء في تكساس خريف العام المقبل، حيث سيظل بداخلها لمدة 12 شهراً، لإجراء تجارب علمية، وزراعة محاصيل، ومحاكاة المشي في الفضاء مع ثلاثة مستكشفين طموحين آخرين.
ووحدة تكساس، المسماة Mars Dune Alpha، عبارة عن مجمع مستطيل الشكل تم إنشاؤه بواسطة طابعة عملاقة من الطابعات ثلاثية الأبعاد، وتضم مطبخاً أنيقاً ومنطقة لتناول الطعام جنباً إلى جنب مع مكاتب ومساحات عمل ومناطق تمرين.
بحسب الإعلان، فلا بد أن يكون المتقدمون "مواطنين أمريكيين أصحاء ومتحمسين أو مقيمين دائمين من غير المدخنين" تتراوح أعمارهم بين 30 و55 عاماً، وسيجري اختيارهم وفقاً للمعايير المعتادة التي تختار بموجبها وكالة الفضاء روادها.
كذلك لا بد أن يكون المرشحون حاصلين على درجة الماجستير في العلوم أو الحاسوب أو الهندسة أو الرياضيات ويتمتعون بخبرة لا تقل عن سنتين في العمل في تلك المجالات، أو ما لا يقل عن ألف ساعة طيران بالنسبة للطيارين.
وأضافت الوكالة أن من أكملوا تدريب الضباط في الجيش أو لديهم شهادة طبية أو خاضوا برنامج طيران تجريبياً سيؤخذون بعين الاعتبار.
وسيخضع المرشحون للفحص النفسي. ولن يُقبل أي شخص يتناول الأدوية أو عرضة لدوار الحركة أو يعاني من الحساسية الغذائية.
تجارب مماثلة
من جانبها، قالت وكالة الفضاء الأمريكية إنها ستجري تدريبين آخرين مشابهين عامي 2024 و2025 ويمكن أن تؤثر النتائج "على بعثات ناسا المستقبلية التي منها البعثات المتجهة إلى المريخ".
وأشارت غريس دوغلاس، كبيرة العلماء في مشروع أبحاث تكنولوجيا الأغذية المتقدمة التابع لوكالة ناسا، إلى أن هذه التدريبات ضرورية لاختبار الحلول اللازمة لتلبية الاحتياجات المعقدة للعيش على المريخ.
وقالت: "ستساعدنا المحاكاة على الأرض في فهم التحديات الجسدية والنفسية التي سيواجهها رواد الفضاء قبل ذهابهم".
يشار إلى أن محاولات سابقة قد نفذت لمحاكاة الرحلة إلى الكوكب الأحمر في موسكو، في تجارب تسمى مشروع Mars-500، وفي هاواي، تشاركت مجموعات صغيرة من أبناء الأرض العيش في مركز أبيض على شكل قبة على منحدر بركان ماونالوا لمدة تصل إلى عام في كل مرة.
قالت كريستيان هينيكي، عالمة الفيزياء الألمانية، بعد خروجها من القبة عام 2016: "الملل هو أحد أكبر أعدائك". ولدى سؤالها إن كانت ستظل على اتصال مع أي من زملائها الخمسة الذين شاركوها العيش في مركز المحاكاة، قالت: "حسناً، سأظل بالتأكيد على اتصال وثيق جداً بثلاثة منهم".