قرر الرئيس الأفغاني، أشرف غني، الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، تسليح المدنيين لقتال حركة طالبان، في ظل تصاعد الاشتباكات معها بمناطق كثيرة، وفي ظل سيطرتها الكبيرة على العديد من المناطق بالبلاد.
حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، محمد أميري، لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن "الرئيس غني قرر تأهيب وتسليح السكان المدنيين للقتال ضد حركة طالبان، عقب اجتماع مع قادة بارزين عسكريين وسياسيين (لم يسمهم) في وقت سابق من يوم الإثنين".
أضاف "أميري": "للأسف طالبان لا تؤمن بمحادثات السلام، ويحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة".
يشار إلى أنه في 17 يوليو/تموز الماضي، عُقدت الجولة الأخيرة من محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، واتفق الجانبان حينها على مواصلة المحادثات، لكن لم يعقب ذلك أي اجتماعات.
"عزلة متزايدة"
في حين نقلت الوكالة الأمريكية عن شخصيات وصفتها بالمطلعة، أنَّ "غني يشعر بالعزلة المتزايدة مع مغادرة الولايات المتحدة البلاد، وحصول طالبان على دعم دبلوماسي من دول كبرى، مثل باكستان وروسيا والصين".
كما أضافت هذه الشخصيات، وفق الوكالة، أن السبيل الوحيد لـ"غني" للخروج من هذا المأزق هو "حشد الجماعات الأفغانية المعارضة لطالبان، لتوحيد صفوفها، في حرب أهلية وشيكة، على غرار الوضع في تسعينيات القرن الماضي"، لافتة إلى أن طالبان تمكنت من تحقيق تقدُّم دبلوماسي، حين استضاف وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، وفداً من الحركة، في يوليو/تموز الماضي.
فيما حث "وانغ يي" وفد طالبان على بناء نظام سياسي مناسب في أفغانستان.
من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عناصر الحركة، بـ"الأشخاص العقلاء".
"الوضع الأمني"
بدوره، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، الإثنين، إن "الوضع الأمني بأفغانستان لا يسير في الاتجاه الصحيح"، مؤكداً أن بلاده قلقة للغاية من هذا الاتجاه، خاصةً أن قوات الأمن الأفغانية لديها القدرة على محاربة طالبان التي بات مقاتلوها يسيطرون على سادس عاصمة إقليم في البلاد.
كيربي تابع: "هذه هي قواتهم العسكرية، وهذه هي عواصم أقاليمهم وشعبهم الذي يجب أن يدافعوا عنه، وسيعود الأمر حقاً إلى القيادة التي هم على استعداد لإظهارها هنا في هذه اللحظة على وجه الخصوص".
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن "طالبان لن تستسلم، وستقتحم مدناً أخرى، من ضمنها العاصمة كابل، للقتال والإطاحة بالحكومة، إذا فشلت المحادثات في نهاية المطاف"، متوقعاً أن تكون "هناك تسوية سياسية قبل أن تصبح الحرب أكثر فتكاً".
كانت طالبان قد أعلنت، الأحد 8 أغسطس/آب، السيطرة على مدينة تالوكان، مركز ولاية تاهار (شمال شرقي)، ومدينتي قندوز وساري بول، عاصمتي الولايتين اللتين تحملان الاسم نفسه (شمال).
جاء ذلك بعد يوم من سيطرتها على مدينة شربرغان، عاصمة ولاية جوزجان الحدودية مع تركمانستان، وقبلها على مدينة زارانج، عاصمة ولاية نيمروز (جنوب)، قرب الحدود مع إيران.
يُذكر أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعَد مستوى العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.