قالت ديبورا ليونز مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الحرب في البلد الآسيوي دخلت "مرحلة جديدة أشد دموية ودماراً" مع سقوط أكثر من ألف قتيل من المدنيين الشهر الماضي، خلال هجوم لحركة طالبان.
أضافت المسؤولة الدولية، الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، أن "الطرف الذي يلتزم بصدق بتسوية عبر التفاوض، لن يخاطر بمثل هذا العدد كبير من الضحايا المدنيين، لأنه يدرك أن عملية المصالحة ستكون أشد صعوبة كلما زادت إراقة الدماء".
طالبان تسيطر على أول عاصمة
قالت شرطة إقليم نمروز إن حركة طالبان سيطرت على مدينة زرنج عاصمة الإقليم الجمعة، لتكون بذلك أول عاصمة يستولي عليها المتشددون الذين كثفوا هجماتهم في أنحاء البلاد.
ذكر متحدث باسم شرطة نمروز، امتنع عن ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أن طالبان نجحت في السيطرة على المدينة، بسبب نقص تعزيزات الحكومة.
فيما استولى المقاتلون على عشرات الأحياء والمعابر الحدودية في الشهور القليلة الماضية، ويضغطون على عدد من عواصم الأقاليم، منها هرات في الغرب وقندهار بالجنوب مع انسحاب القوات الأجنبية.
بينما أغلقت طالبان معبراً حدودياً مُهماً مع باكستان اليوم الجمعة، وقالت إنها لن تسمح بمرور أحد حتى تلغي إسلام آباد شروط التأشيرة أو تخففها للأفغان.
كانت باكستان قد أغلقت معبر شامان سبين بولداك، ثاني أهم معبر بري في أفغانستان، من جانبها على الحدود، لكنها أعادت فتحه في الأسبوع الماضي.
في حين بدأ مسؤولو الحدود الباكستانيون فرض شروط على تأشيرات الأفغان بعدما استولت طالبان على المعبر، على الرغم من أنها لم تكن مطبَّقة بالشدة نفسها من قبل. ودعت طالبان في بيان، يوم الجمعة، باكستان إلى إلغاء كافة شروط التأشيرات الممنوحة للأفغان.
اغتيال أكبر مسؤول إعلامي
من جهة أخرى، اغتال متشددون من حركة طالبان، الجمعة، أكبر مسؤول إعلامي بالحكومة الأفغانية في كابول، مما وجَّه ضربة كبيرة للإدارة المدعومة من الغرب بعد مكاسب ميدانية حققتها الجماعة الإسلامية في الوقت الذي تنسحب فيه القوات الأجنبية من البلاد.
وكالة رويترز أشارت إلى أن اغتيال داوا خان مينابال، رئيس مكتب الدعاية والإعلام، هو الأحدث في سلسلة أحداث تهدف إلى إضعاف حكومة الرئيس أشرف غني المنتخبة ديمقراطياً.
في تغريدة، قال القائم بالأعمال الأمريكي روس ويلسون، إنه يشعر بالحزن والاستياء لوفاة مينابال، الذي وصفه بأنه صديق كان يقدم معلومات صحيحة لجميع الأفغان. وقال: "هذه الجرائم وصمة عار على جبين حقوق الإنسان وحرية التعبير في أفغانستان".
فقد اغتال مقاتلو طالبان عشرات النشطاء الاجتماعيين والصحفيين والمسؤولين الحكوميين والقضاة والشخصيات العامة الذين يكافحون للحفاظ على إدارة إسلامية ليبرالية؛ في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة في الدولة التي مزقتها الحرب.
انتشار القتال في أفغانستان
في مناطق أخرى، كثف مقاتلو طالبان اشتباكاتهم مع القوات الأفغانية وهاجموا ميليشيات متحالفة مع الحكومة، حسبما قال مسؤولون، ليوسعوا رقعة هيمنتهم على البلدات الحدودية ويقتربوا من عاصمتين إقليميتين.
قُتل ما لا يقل عن عشرة جنود أفغان وقائد مسلحين ينتمي إلى ميليشيا عبدالرشيد دستم في إقليم جوزجان بشمال البلاد.
قال عبدالقادر ماليا، نائب حاكم الإقليم، إن "طالبان شنت هجمات عنيفة على مشارف (عاصمة الإقليم) شبرغان، هذا الأسبوع، وخلال اشتباكات عنيفة قُتل قائد ميليشيا مؤيدة للحكومة وموالٍ لدستم".
كما قال عضو آخر في مجلس الإقليم، إن تسعاً من مناطق جوزجان العشر تخضع الآن لسيطرة طالبان، وإن الصراع للسيطرة على شبرغان مستمر.
في إقليم هلمند بالجنوب، أدت الأضرار التي لحِقت بممتلكات المدنيين إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث وقعت المتاجر ضحية للنيران، في معركة استمرت أسبوعاً للسيطرة على العاصمة لشكركاه.
قال مسؤول أمني غربي كبير في كابول: "تصاعَد العنف ولا توجد طريقة لتقييم الأضرار في لشكركاه، حيث يخوض الجانبان معركة برية مكثفة… من الصعب حتى أن تنتشل وكالات الإغاثة الجثث".