انتقدت تركيا، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، برنامجاً أمريكياً يتيح إمكانية إعادة توطين مواطنين أفغان قد يستهدفهم عنف حركة طالبان بسبب تعاونهم مع الولايات المتحدة، قائلة إن هذه الخطوة ستشعل "أزمة هجرة كبيرة" في المنطقة.
إذ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين 2 أغسطس/آب، عن برنامج جديد يتيح لآلاف الأفغان فرصة إعادة توطينهم كلاجئين بالولايات المتحدة.
سيتعين على الأفغان المشمولين بالبرنامج أن يصلوا بأنفسهم إلى بلد ثالث، حيث سينتظرون ما بين 12 و14 شهراً إلى حين يتم البت في طلباتهم، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
تركيا ترفض الخطة الأمريكية
قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن واشنطن أجرت مناقشات مع دول مجاورة بشأن التدفق المحتمل، مضيفاً أن من المهم أن تظل حدود باكستان مفتوحة مع أفغانستان، فيما قد يسافر آخرون إلى تركيا عبر إيران.
فيما قالت الخارجية التركية في بيان إنها ترفض الإشارة إلى تركيا كطريق هجرة للأفغان، مضيفة أن تركيا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم بأكثر من أربعة ملايين مهاجر ولن "تدخل في أزمة هجرة جديدة لصالح بلد ثالث".
أضافت الوزارة: "نحن لا نقبل القرار غير المسؤول الذي اتخذته الولايات المتحدة دون التشاور معنا. إذا كانت الولايات المتحدة تريد نقل هؤلاء الأشخاص إليها، يمكنها نقلهم مباشرة بالطائرات".
كما أكدت أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من الأمة التركية تحمل عبء أزمات هجرة تنجم عن قرارات دول ثالثة في منطقتنا.
بينما عبر مئات الأفغان الحدود إلى تركيا في الأسابيع الأخيرة وسط تصاعد للعنف في بلادهم، مما يثير مخاوف من موجة هجرة جديدة.
فيما كانت أنقرة عرضت حراسة مطار حامد كرزاي الدولي وتشغيله في كابول بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان في خطوة ربما تخلق مساحة للتعاون بين الدولتين الشريكين في الحلف.
برنامج اللجوء الأمريكي يواجه تحديات
قبل ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين، إن برنامج اللجوء الأمريكي الجديد للأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة يثير "تحديات دبلوماسية ولوجستية وبيروقراطية كبيرة".
أضاف بلينكن في إفادة بأن التقارير التي تشير إلى أن مقاتلي طالبان ارتكبوا فظائع "تثير الانزعاج الشديد وغير مقبولة على الإطلاق".
بلينكن أقر أيضاً بأن الدخول إلى الولايات المتحدة لن يكون سهلاً على الأفغان المتضررين، والذين يجب أن يصلوا إلى دولة ثالثة قبل أن يتمكنوا من التقدم بطلب للحصول على وضع لاجئ إلى الولايات المتحدة، والشروع في عملية يمكن أن تستمر أكثر من عام، بسبب تراكم الأعمال والتدقيق الأمني الصارم، وقال إن "هذا صعب للغاية على الكثير من المستويات".
الوضع في أفغانستان يزداد تعقيداً
يأتي ذلك بينما يزداد الوضع الأمني تعقيداً في أفغانستان، إذ أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، مقتل أكثر من 40 مدنياً وإصابة 118 آخرين في لشكارجاه عاصمة ولاية هلمند جنوبي أفغانستان، خلال الـ24 ساعة الماضية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
قال دوجاريك: "البعثة الأممية بأفغانستان أبلغتنا أن هجوم طالبان البري والغارات الجوية للجيش الوطني الأفغاني تتسبب في أكبر قدر من الضرر".
تابع: "أعربت البعثة عن القلق البالغ إزاء إطلاق النار العشوائي وإلحاق الضرر بالمرافق الصحية ومنازل المدنيين". وأضاف دوجاريك: "دعت البعثة جميع الأطراف إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وإلا ستصبح الأوضاع كارثية".
كما أشار إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في أفغانستان، تواصل تقديم المساعدة الطارئة للعائلات التي نزحت حديثاً بسبب العنف، حيث فر ما يقرب من 360 ألفاً من منازلهم هذا العام بسبب الصراع.
إذ تشهد عدة مناطق في أفغانستان بينها ولاية هلمند معارك عنيفة بين عناصر طالبان والقوات الأفغانية منذ عدة أسابيع.