وثّق شريط فيديو قصير، قيام مستوطن إسرائيلي بإطلاق النار من سلاح جندي على فلسطينيين في جنوبي الضفة الغربية، وذلك في أحدث توتر بين مستوطنين إسرائيليين وفلسطينيين.
مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي نشر الفيديو، الإثنين 2 أغسطس/آب 2021، على حسابه في تويتر، ويُظهر الفيديو مستوطناً وهو يطلق النار من سلاح عسكري على فلسطينيين جنوب الخليل، قرب قرية التواني، في 26 يونيو/حزيران الماضي.
وصل المستوطن إلى المكان في جيب عسكري مع الجنود، واستناداً الى مركز "بتسيلم"، فإن فلسطينياً قام بتوثيق الحادث.
يظهر في الشريط المستوطن وهو بملابس مدنية، ويتوجه الفلسطيني الذي صوَّر الفيديو إلى الجندي الإسرائيلي بالقول: "هذا المستوطن أطلق النار؛ عليك أن تأخذ تفاصيل هويته"، ولكن الجندي يطلب من الفلسطيني مغادرة الموقع.
كذلك شوهد المستوطن وهو يلتقط حجارة كبيرة ليرميها قبل أن يفصل جنود الجيش الإسرائيلي بينه وبين الفلسطينيين، ويأمروه بمغادرة المنطقة.
صحيفة Haaretz الإسرائيلية نقلت عن أحد سكان القرية قوله إنَّ "الجندي أعطاه (المستوطن) بندقيته من طراز M-16 ووقف بجانب سيارة الجيب العسكرية القريبة منه، على بعد 5 إلى 10 أمتار من هناك".
في حين قال شاهد عيان فلسطيني آخر كان على سطح منزله مع 10 أطفال، لصحيفة Haaretz: "كلنا ارتعدنا؛ فهو لم يُطلِق النار في الهواء، بل صوبنا".
بعد ذلك ظهرت مجموعات من المستوطنين المُلثَّمين عن بُعد وهم يهدمون الأشجار ويرشقون الحجارة، ويسُمَع كذلك في الفيديو جندي وهو يطلب دعماً، ويقول: "قل لهم لا نستطيع، هناك ثلاثة منّا ضدهم جميعاً".
كان مركز "بتسيلم" قد أشار على مدى سنوات إلى غض الجيش الإسرائيلي، الطرف عن انتهاكات المستوطنين بالضفة الغربية، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في الحادث.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن الجيش الإسرائيلي قوله: "قام جندي بإحضار مستوطن في عربة عسكرية بغرض الإرشاد، وعندما وصلوا إلى مكان الحادث، تم إلقاء الحجارة على العربة".
أضاف: "رداً على ذلك، أخذ المستوطن سلاحاً من الجندي وأطلق النار في الهواء، ولم تقع إصابات"، وتابع الجيش: "تم استدعاء الجندي للاستجواب والاستيضاح الفوري من قِبل قائد اللواء".
بدوره قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة "أوتشا" في تقرير مكتوب، إنه وثّق 299 اعتداءً نفذها مستوطنون على فلسطينيين منذ بداية العام الجاري.
أضاف المكتب الأممي أن 205 من الاعتداءات أدت إلى وقوع أضرار بالممتلكات وأن 94 أدت إلى وقوع إصابات بشرية.
أشارت "أوتشا" كذلك إلى أن الاعتداءات وقعت بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.