تظاهر أكثر من 200 ألف شخص في فرنسا، السبت 31 يوليو/تموز 2021، واندلعت مواجهات مع قوات الأمن، للاحتجاج على توسيع نطاق استخدام تصريح صحي ملزم لدخول عدد كبير من الأماكن العامة، أصدرته الحكومة مع تصديها لموجة رابعة من الإصابات بفيروس كورونا.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن الاحتجاجات اندلعت في باريس، ومرسيليا، وليون، وفي عشرات المدن الأخرى، وسارت مواكب متفرقة في الشوارع في أجواء صاخبة.
هتف المشاركون في غالبية المسيرات بكلمة "حرية"، فضلاً عن شعارات مناهضة لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، ووسائل الإعلام، مع لافتات تطالب ماكرون بالرحيل أو تتحدث عن "إرهاب صحي".
تضم هذه التعبئة المناهضة للإجراءات الحكومية متظاهرين معارضين للشهادة الصحية وللقاحات والإغلاق لمواجهة كورونا، ويفيد أربعة من كل عشرة فرنسيين أنهم يدعمون التظاهرات المعارضة للشهادة الصحية، بحسب ما أظهرت نتائج استطلاع للرأي نُشرت الجمعة.
مسؤول بوزارة الداخلية قال في تصريح نقلته وكالة رويترز، إن أكثر "من 204 آلاف شخص تظاهروا في أنحاء فرنسا بينهم 14250 في باريس وحدها".
من جانبها، قالت آن، وهي مدرسة تظاهرت في باريس: "نحن نخلق مجتمع عزل، وأنا أعتقد أنه من غير المعقول أن نفعل ذلك في بلد حقوق الإنسان"، مضيفةً: "لذلك نزلت إلى الشارع. لم يسبق لي أبداً أن شاركت في احتجاج في حياتي، أعتقد أن حريتنا في خطر".
مواجهات وإصابات
تخللت الاحتجاجات مواجهات بين محتجين وقوات أمنية، وردت الأخيرة على تعرضها لمقذوفات بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه وعمدت إلى توقيف بعض الأشخاص.
متحدث باسم الشرطة، قال إن المحتجين في باريس أصابوا ثلاثة من أفراد الشرطة، فيما قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان على تويتر إنه تم اعتقال 19 متظاهراً بينهم عشرة في باريس.
كذلك نشرت السلطات أكثر من ثلاثة آلاف شرطي ودركي لمواكبة المظاهرة، بعد أسبوع على اجتياح متظاهرين لجادة الشانزليزيه التي سدت المنافذ المؤدية لها.
كان البرلمان الفرنسي قد أقر الأحد الماضي بشكل نهائي، الشهادة الصحية التي تفرض إبراز شهادة تطعيم كامل ضد فيروس كورونا، أو فحص سلبي حديث العهد.
وسّعت السلطات نطاق الشهادة الصحية المعمول بها في الأماكن الثقافية والترفيهية منذ 21 يوليو/تموز، لتشمل المقاهي والمعارض والمطاعم والقطارات اعتباراً من 9 أغسطس/آب.
في حين أظهرت دراسة نشرت الجمعة الفائت، أن الأشخاص غير الملقحين ضد فيروس كورونا يمثلون نحو 85% من المرضى في المستشفيات في فرنسا، بما في ذلك في العناية المركزة، و78% من الوفيات ناجمة عن الفيروس.
يأتي ذلك بينما تشهد البلاد حالياً تفشياً للوباء، خصوصاً في المناطق السياحية، جراء المتحورة دلتا الشديدة العدوى، بينما بات أكثر من 50% من سكان فرنسا هذا الأسبوع ملقحين بالكامل.