نُقل رئيس البرلمان التونسي، رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، مساء السبت 31 يوليو/تموز 2021، إلى عيادة صحية خاصة، إثر تدهور حالته الصحية.
حيث أعلن مكتب الغنوشي، في تغريدة على موقع "تويتر"، تعرضه لـ"وعكة خفيفة تنقل، على أثرها للمصحة، وغادرها بعد إجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج".
كما قالت إذاعة "موزاييك" (خاصة)، إن الغنوشي أجرى الفحوصات والمعاينات اللازمة.
كانت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي ذكرت خلال الأيام القليلة الماضية، أن صحة الغنوشي تدهورت بشكل خطير نتيجة إصابته بـ"كورونا"، فيما قال مدونون إنه لم يعد قادراً على ممارسة مهامه على رأس "النهضة" والبرلمان، حسب قولهم.
كان الغنوشي قد أعلن في 13 يوليو/تموز الجاري، إصابته بـ"كورونا"، في تدوينة على فيسبوك، قال فيها إنه "سيواصل القيام بأعماله عن بُعد وفقاً للإجراءات الاستثنائية، مع اتخاذ كافة الاحتياطات الوقائية اللازمة واحترام البروتوكول الصحي".
أما في 23 يوليو/تموز، فأعلنت حركة "النهضة" أن الغنوشي شُفي من فيروس كورونا وبصحة جيدة، وأنه بصدد العودة إلى ممارسة عمله.
يُذكر أن الغنوشي تلقّى الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لـ"كورونا" في أبريل/نيسان الماضي، بمركز التلقيح العام في أريانة شمال العاصمة تونس، بعد أن تلقى الجرعة الأولى قبلها بأسبوعين.
يشار إلى أن المادة الـ50 من النظام الداخلي للبرلمان التونسي، الذي قام الرئيس قيس سعيّد بتجميد اختصاصاته مؤخراً، تنص على أنه "في صورة تعذُّر مباشرة رئيسه لمهامه يحل محله نائبه الأول وعند الغياب نائبه الثاني".
كما تنصّ المادة الـ52 من النظام نفسه على أنه "في حالة الشغور النهائي لمنصب رئيس البرلمان يمارس نائبه كل صلاحياته إلى حين انتخاب رئيس جديد.. في أجَلٍ أقصاه 15 يوماً من تاريخ الشغور".
تأجيل شورى النهضة
في وقت سابق من يوم السبت، قالت مصادر من حزب النهضة إن الغنوشي أجَّل انعقاد اجتماع مجلس الشورى الذي يمثل أعلى سلطة في الحزب، إلى أجل غير مسمى، وسط انقسامات حادة ومطالب باستقالة الغنوشي.
إذ إنه وعقب إعلان الرئيس قيس سعيّد تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة، الأحد الماضي، سارع الغنوشي بوصف الخطوة بأنها "انقلاب"، ودعا أنصاره إلى النزول للشوارع، قائلاً إن سعيّد بصدد إنتاج ديكتاتورية جديدة.
عدم الوصول للبرلمان!
في المقابل حاول الغنوشي الوصول إلى البرلمان بعد ساعات من كلمة سعيّد، لكن الجيش منعه من ذلك، في صورة قال أنصار "النهضة" إنها أكبر إهانة له وللحزب منذ الترخيص للحزب بعد الثورة.
في حين ألقت الأزمة السياسية بظلالها على "النهضة"، وتبادل أعضاء بها الاتهامات داخل الحزب بشأن استراتيجيته وأداء قيادته، بحسب وكالة رويترز.
كان الحزب هو الأقوى والاكثر تنظيماً في تونس منذ الثورة، حيث لعب دوراً في دعم الحكومات الائتلافية المتعاقبة، وفقد مزيداً من الأنصار والتأييد خلال الانتخابات الأخيرة مع ركود الاقتصاد وتراجع الخدمات العامة.