تستقطب المواجهة المرتقبة بين لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني مع نظيرتها الإسرائيلية راز هيرشكو اهتمام السعوديين، في أولمبياد 2021 المنعقدة حالياً باليابان، مثيرةً جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدا الجمهور منقسماً بين مؤيد ومعارض للمشاركة.
فمن المنتظر أن تلتقي القحطاني مع الإسرائيلية هيرشكو يوم الجمعة في دور الـ32 لوزن +78 كلغ في أولمبياد طوكيو، وهي الأولى من نوعها، وذلك في وقت يظهر التشجيع للقحطاني على الصعيد الرسمي من دون أي ذكر لإسرائيل.
تباين في وجهات النظر
فقد رأى البعض في تعليقات على مواقع التواصل أن المباراة تندرج في سياق حدث رياضي دولي ولا ينبغي خلطها بالقضايا السياسية، بينما اعتبر آخرون أنها تندرج ضمن العداء العربي مع إسرائيل ويتعين على القحطاني الانسحاب.
الكاتب السعودي عبدالرحمن اللاحم غرَّد على "تويتر": "ستكون تهاني بطلة بأعيننا في كل الحالات. الرياضة ليست لها علاقة بالسياسة. السعودية وشعبها لا ينتميان للشعوب الطارئة على الأرض والتي تقتات على الضجيج والشعارات".
في المقابل، رأى الكاتب خالد الدخيل أن "الأفضل للاعبة الجودو السعودية الانسحاب من المباراة أمام ممثلة إسرائيل. السعودية لا تعترف بهذه الدولة، والشعب السعودي يعتبرها دولة احتلال مفروضة بمنطق القوة العارية. والانسحاب ليس في هذه الحالة من أمام اللاعبة الإسرائيلية كفرد أو كيهودية، وإنما رفضاً لمشروعية الدولة التي تمثلها".
آمال عريضة للقحطاني
وفيما تستعد القحطاني (21 عاماً) للمواجهة، نشر وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي صورة على صفحته على إنستغرام مع بعثة السعودية تظهر فيها القحطاني وعلَّق عليها: "أبطال الوطن في طوكيو". وحرص على حضور تمارين القحطاني لتحفيزها.
وتأمل تهاني القحطاني أن تصبح مدربة جودو في المستقبل، فتقول: "أريد انضمام المزيد من السيدات السعوديات كي نحصل على فريق سعودي كبير في المحافل الدولية.. أريد إظهار الصورة الحقيقية للسيدات السعوديات. من المهم البقاء على إيقاع العصر الحديث في كل المجالات".
يُذكر أنه ومنذ تولِّي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، يتبع سياسة انفتاح اجتماعي تشمل إلغاء عدد من القيود التي كانت مفروضة على النساء، مثل قيادة السيارات والسفر إلى الخارج من دون مرافقة وليها.
جزائري رفض مواجهة منافس إسرائيلي
تأتي هذه المواجهة بعد أيام قليلة من قرار اللجنة الأولمبية الجزائرية سحب اعتمادَي لاعب الجودو فتحي نورين ومدربه عمار بن خليف من أولمبياد طوكيو وترحيلهما إلى بلديهما، بعد إيقافهما مؤقتاً من قِبَل الاتحاد الدولي للعبة لرفض الأول مواجهة لاعب إسرائيلي.
وكان من المقرر أن يواجه نورين اللاعب السوداني محمد عبدالرسول، الإثنين، في مباراته الأولى في دور الـ64، مع احتمالية أن يلتقي في دور الـ32 مع الإسرائيلي توهار بوتبول في فئة 73 كلغ رجال.
لكن نورين أعلن في تصريح لقناة جزائرية محلية، الخميس، انسحابه من الحدث الرياضي، لأن "القضية الفلسطينية أكبر من هذه الأمور وهذا قرار لا رجعة فيه".
وأعلنت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للجودو، السبت، أنها أوقفت نورين وبن خليف مؤقتاً. ورداً على ذلك، سحبت الأولمبية الجزائرية اعتماديهما، مشيرة إلى أنها ستعيدهما إلى البلاد، مع توقع فرض مزيد من العقوبات.
كان لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين قد انسحب من مواجهة السوداني محمد عبدالرسول "نصرةً للقضية الفلسطينية" لتفادي احتمالية اللعب مع الإسرائيلي توهار بوتبول في وزن 73 كلغ، فسُحب اعتماده مع مدربه عمار بن خليف. كما غاب عبدالرسول الذي أبرمت بلاده أخيراً اتفاق تطبيع مع إسرائيل عن مواجهة بوتبول، فيما أعلنت اللجنة الأولمبية السودانية، الخميس، أنه تغيب "لتمزق في الأربطة القطنية أسفل الظهر".