طالب السيناتور الأمريكي كريس مورفي الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2021 إدارة الرئيس بايدن بالنظر فيما إذا كانت السعودية أو الإمارات اضطلعت بدور في الأحداث المشهودة في تونس، التي توصف بـ"الانقلاب الدستوري" وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وغرد السيناتور مورفي قائلاً: "ما الدور الذي تؤديه السعودية والإمارات في الأزمة التونسية؟ يجب على إدارة بايدن أن تبحث عن إجابة لهذا السؤال بأسرع ما يمكن".
ونشر عضو المجلس الشيوخ كذلك عدداً من لقطات الشاشة التي نشرتها إلهام فخرو، المحللة والباحثة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، أشارت فيها إلى أن استيلاء الرئيس التونسي قيس سعيد على مقاليد السلطة في بلاده حظي بتغطية إيجابية في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية.
حيث خصصت صحيفة عكاظ السعودية أمس الأول الاثنين 26 يوليو/تموز صفحة أمامية بالكامل بعنوان يقول "تونس تنتفض ضد الإخوان"، في إشارة إلى علاقات حزب النهضة التونسي مع جماعة الإخوان المسلمين.
أبوظبي والرياض تصفقان "للانقلاب"
فيما قال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان تلقى مكالمة هاتفية من نظيره التونسي يوم الإثنين، أعرب خلالها عن دعم المملكة لـ"أمن واستقرار ورخاء الجمهورية التونسية، ودعمها لكل شيء يمكن أن يحقق هذا".
وامتنعت الإمارات من جانبها عن إبداء أي رد فعل رسمي على الانقلاب. لكن الموقع الإخباري الإماراتي 20FourMedia، نشر مقالاً حول الاضطرابات يحمل عنوان "قرارات شجاعة لإنقاذ تونس".
كما أخبر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، الذي شغل منصب الرئيس بين عامي 2011 و 2014، شبكة الجزيرة يوم الإثنين بأنه "ليس لديه أدنى شك في أن الإمارات تقف خلف الانقلاب".
فطالما اتُّهمت الإمارات بمحاولة تخريب الانتقال الديمقراطي في تونس، في محاولة لإبعاد الإسلاميين وتأسيس حكومة متوائمة مع طموحاتها الخاصة.
الولايات المتحدة تطالب بتحقيقات وتدخل عسكري
صحيحٌ أن نتائج الثورات التي اندلعت في أنحاء الشرق الأوسط تنوعت بين ناجحة وكارثية، لكن تونس كانت تُصنف في الولايات المتحدة على أنها نموذج ناجح. وفي محاولة لإنقاذ انتصار الثورة، سارع المشرعون في واشنطن بطلب التحرك.
قبل طلبه بالتحقيق في الدور الذي اضطلعت به الإمارات والسعودية، أعرب مورفي عن قلقه العميق من "الاضطرابات السياسية التي اندلعت" في تونس، وطالب البلاد بـ"العودة إلى النظام السياسي الطبيعي بأسرع ما يمكن" إذ قال: "يجب علينا أن ننظر في كيفية استخدام مساعداتنا والأدوات الدبلوماسية الأخرى لمعالجة هذه الأزمة".
فيما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في حديثه مع صحيفة The Washington Post، إن إخفاق إدارة بايدن في التحرك بسرعة سوف يكون له نتيجة مدمرة، وطالب بالتدخل العسكري.
وأوضح غراهام: "هذا هو المكان الذي بدأ منه الحراك العربي من أجل ديمقراطية وحكومة تمثيلية، ويتضح لي أن التردد في وجه العدوان سوف يدمر هذا الحراك فحسب"، وتابع قائلاً: "تحتاج الولايات المتحدة والأنظمة الديمقراطية الغربية أن تتدخل جميعها على الأرض في تونس لإيقاف هذا قبل أن يخرج عن السيطرة".
قرارات مفاجئة في تونس
كان الرئيس التونسي قيس سعيدى قد أعلن، مساء الأحد 25 يوليو/تموز الجاري، أنه قرر تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن جميع النواب، وتولِّي النيابة العمومية بنفسه، وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي؛ وذلك على خلفية فوضى واحتجاجات عنيفة شهدتها عدة مدن تونسية، تزامناً مع الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية.
فيما أضاف الرئيس التونسي، في كلمة متلفزة عقب ترؤسه اجتماعاً طارئاً للقيادات العسكرية والأمنية، أنه سيتولى رئاسة السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس وزراء جديد، لم يعلن عن اسمه، الأمر الذي يُعدّ أكبر تحدٍّ منذ إقرار الدستور في 2014، الذي وزع السلطات بين الرئيس ورئيسَي الوزراء والبرلمان.
سعيد قال إنه اتَّخذ هذه القرارات بـ"التشاور" مع رئيس الحكومة هشام المشيشي، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، وهو الأمر الذي نفاه الغنوشي لاحقاً.
بينما برّر "سعيد" قراراته "المثيرة" بما قال إنها "مسؤولية إنقاذ تونس"، مشدّداً على أن البلاد "تمر بأخطر اللحظات، في ظل العبث بالدولة ومقدراتها"، حسب قوله.
جاءت قرارات سعيد إثر احتجاجات شهدتها عدة محافظات تونسية بدعوة من نشطاء، طالبت بإسقاط المنظومة الحاكمة، واتهمت المعارضة بالفشل، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.