توترات واشتباكات أمام البرلمان التونسي.. معارضون لقرارات سعيّد ومؤيدون لها يتراشقون بالحجارة

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/26 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/26 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
توترات حدثت أمام البرلمان التونسي بعد قرارات سعيد/رويترز

قال شاهد عيان إن توترات واشتباكات وقعت الإثنين 26 يوليو/تموز 2021 بين محتجين تونسيين يدعمون راشد الغنوشي والمشيشي ومعارضين لهم، حيث تراشق المحتجون بالحجارة خارج مبنى البرلمان بالعاصمة التونسية فيما بدا أن عدداً منهم أصيب بجروح بعد قرارات الرئيس قيس سعيد بإقالة الحكومة وتعليق عمل البرلمان.

الغنوشي يدخل في اعتصام 

ودخل رئيس مجلس النواب التونسي في اعتصام أمام مقر البرلمان المغلق، وذلك في خطوة لمواجهة الأزمة التي بدأت في تونس مساء الأحد بإعلان الرئيس قيس سعيد إقالة الحكومة وحل البرلمان وإسقاط الحصانة عن أعضائه. 

وقالت وكالة "فرانس برس" إن الغنوشي قرر الدخول في اعتصام أمام البرلمان المغلق، وسط حالة من الاحتقان، بعد أن منع الجيش رئيس مجلس النواب وزعيم حركة "النهضة"، وعدداً من النواب من دخول مقراته.  

كما أشارت الوكالة إلى وقوع تراشق بين أنصار حركة النهضة ومؤيدين للقرارات التي أعلنها أمس الرئيس قيس سعيد بتعليق عمل البرلمان. 

البرلمان التونسي الغنوشي تونس قيس سعيد
راشد الغنوشي يصل إلى مقر البرلمان، والجيش يمنعه من الدخول/ رويترز

وسائل إعلام تونسية أشارت إلى انتشار أمني كثيف في محيط البرلمان من قِبل قوات الجيش والأجهزة الأمنية منذ صدور قرار الرئيس سعيد. 

وفجر اليوم، منعت قوة من الجيش التونسي رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي ونائبته سميرة الشواشي من دخول مقر البرلمان في قلب العاصمة التونسية، بحسب فيديو بثه الغنوشي على صفحته الرسمية. 

الغنوشي قال أمام باب المجلس: "أنا رئيس مجلس نواب الشعب أقف عاجزاً عن دخول المؤسسة التي أرأسها"، بحسب الفيديو، كما دعا الغنوشي نواب المجلس إلى "الالتحاق بالمجلس واعتبار أنفسهم قائمين بواجبهم في المكان الذي وضعهم فيه الشعب وهو البرلمان".

كما قال الغنوشي أمام باب المجلس إن "الشعب التونسي يُعتدى عليه اعتداءً فظيعاً في ممارسة حرياته"، ووجّه الغنوشي نداءً للالتحاق برئيس المجلس أمام أبواب البرلمان "دفاعاً عن الديمقراطية وعن الثورة".

قرارات مفاجئة في تونس 

وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء الأحد، عقب اجتماع طارئ مع قيادات عسكرية وأمنية، تجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها.

فيما أضاف الرئيس التونسي، في كلمة متلفزة عقب ترؤسه اجتماعاً طارئاً للقيادات العسكرية والأمنية، أنه سيتولى رئاسة السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس وزراء جديد لم يعلن عن اسمه، الأمر الذي يُعدّ أكبر تحدٍّ منذ إقرار الدستور في 2014 الذي وزع السلطات بين الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان.

تونس البرلمان التونسي قيس سعيد
الرئيس التونسي قيس سعيد / مواقع التواصل الاجتماعي

يُشار إلى أن تونس تمر بأزمة سياسية إثر خلافات بين سعيّد ورئيس الحكومة هشام المشيشي، بسبب تعديل وزاري أعلنه الأخير في 16 يناير/كانون الثاني الماضي.

رغم تصديق البرلمان على التعديل، فإن سعيّد يرفض دعوة الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية أمامه، معتبراً أن التعديل شابته "خروقات"، وهو ما يرفضه المشيشي.

كذلك، رفض الرئيس التونسي المصادقة على قانون تشكيل المحكمة الدستورية، رغم حصوله على تزكية البرلمان لمرتين متتاليتين.

كما شهدت تونس، مؤخراً، موجة احتجاجات شعبية بدأت في حي سيدي حسين الشعبي، بسبب "تعنيف" قوات الأمن شاباً تونسياً، لتتوسع إلى حي الانطلاقة وحي التضامن بالضواحي الغربية للعاصمة.

بالإضافة للأزمة السياسية، تواجه تونس موجة وبائية غير مسبوقة عقب تفشي فيروس كورونا، تتسم بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات، مع تحذيرات من انهيار وشيك للمنظومة الصحية؛ ما استدعى استقبال مساعدات طبية عاجلة من دول عديدة، خلال الأيام الماضية.

فيما بلغ إجمالي الإصابات بكورونا في تونس، حتى السبت، 563 ألفاً و930، منها 18 ألفاً و369 وفاة، و457 ألفاً و579 حالة تعافٍ.

تحميل المزيد