الاتحاد الأوروبي يخلف تعهداته بالتبرع بالفائض من لقاحات كورونا للدول الفقيرة.. وثيقة: قدم 3% مما وعد به

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/22 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/22 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل/رويترز

كشفت وثيقة من الاتحاد الأوروبي، الخميس 22 يوليو/تموز 2021، أن دول الاتحاد لم تتبرع حتى الآن سوى بنسبة بسيطة من فائض لقاحات كورونا الموجودة لديها لصالح الدول الفقيرة. 

بحسب الوثيقة فإن نسبة اللقاحات التي تم التبرع بها، ومعظمها من لقاح أسترازينيكا، تمثل فقط أقل من 3% من 160 مليون جرعة سبق أن أعلنت نيتها التبرع بها للمساعدة في احتواء الجائحة العالمية.

وكان الاتحاد الأوروبي وعد بالمساعدة في تطعيم أشد الفئات فقراً في مختلف أنحاء العالم، غير أن دوله الأعضاء ركزت حتى الآن على شراء الجرعات لتطعيم مواطنيها، ما أسهم في نقص اللقاحات في بقية أنحاء العالم.

وحتى الآن تسلمت دول الاتحاد التي يبلغ عدد سكانها من البالغين 365 مليون نسمة حوالي 500 مليون جرعة من شركات الأدوية، وتتوقع الحصول على مليار جرعة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول القادم. 

غير أن هذه الدول تبرعت حتى 13 يوليو/تموز الجاري، بأقل من أربعة ملايين جرعة، وفقاً لما ورد في الوثيقة التي أعدتها المفوضية الأوروبية واطلعت عليها رويترز.

وتقول الوثيقة إن دول الاتحاد مجتمعة تعهدت بتقديم حوالي 160 مليون جرعة، دون ذكر أفضلية معينة لوجهتها. ولم يسبق نشر شيء من قبل عن الكمية الإجمالية والكمية التي تم التبرع بها.

وسبق أن قالت بروكسل إن دول الاتحاد تعتزم التبرع بما لا يقل عن 100 مليون جرعة بنهاية العام الجاري. ولا يوجد إطار زمني لتحقيق الهدف الوارد في الوثيقة.

وذهبت التبرعات حتى الآن لدول وأقاليم تربطها صلة بالدولة المتبرعة، في إطار سعي الدول الأعضاء لتعزيز العلاقات مع الدول القريبة منها، وتعميق العلاقات الدبلوماسية.

وامتنع متحدث باسم المفوضية عن التعليق على الوثيقة والتبرعات، لأن هذه القرارات تصدر عن الحكومات المعنية.

برنامج كوفاكس 

كانت منظمة الصحة العالمية دعت الحكومات الغربية إلى التبرع بجرعات لبرنامج كوفاكس، الذي تديره مع مبادرة جافي الخيرية للقاحات، لضمان التوزيع العادل لأكثر دول العالم احتياجاً لها.

وتبين الوثيقة أن أغلب اللقاحات التي تم التبرع بها ستوجه من خلال البرنامج.

وتعتمد دول فقيرة كثيرة على كوفاكس، لكن البرنامج لم يسلّم حتى الآن سوى 135 مليون جرعة على مستوى العالم، ويعتمد إلى حد كبير على التبرع بالجرعات. وتعثرت بصفة مؤقتة خطط لكي يشتري البرنامج لقاحات بسبب مشاكل إنتاجية لدى الشركات المنتجة للقاحات وقيود التصدير في الهند.

وقد تلقى الاتحاد الأوروبي ما يكفي لتطعيم 70% من البالغين فيه بالكامل، في حين لم تطعم جنوب إفريقيا سوى 7% من سكانها البالغين، وتبلغ النسبة 1% فقط في نيجيريا.

وتجاوز عدد الجرعات التي تبرعت بها واشنطن حتى الآن 15 مليون جرعة في إطار تعهد الولايات المتحدة بالتبرع بعدد 80 مليون جرعة.

وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إن المفوضية حثت حكومات الدول الأعضاء مراراً على التعجيل بالتبرعات وتوزيعها على جميع أنواع اللقاحات التي تتسلمها.

غير أن الجرعات التي وعدت دول الاتحاد بالتبرع بها اقتصرت حتى الآن تقريباً على لقاح أسترا زينيكا، وفقاً لما ورد في الوثيقة. واللقاح التالي الذي يتردد اسمه في قائمة التبرعات هو لقاح جونسون آند جونسون، رغم أن جانباً كبيراً من التبرعات لم يحدد نوع اللقاح.

وكانت دول كثيرة من أعضاء الاتحاد الأوروبي قد فرضت قيوداً على استخدام لقاح أسترازينيكا ولقاح جونسون آند جونسون، بسبب مخاوف من حالات شديدة الندرة لإصابات بجلطات دموية، ما قلل استخدام هذين النوعين.

وتقول الوثيقة إن ألمانيا، أكبر دول الاتحاد الأوروبي، تعهدت بالتبرع بعدد 33 مليون جرعة، منها 30 مليوناً من أسترازينيكا وجونسون آند جونسون، دون تحديد نوع الثلاثة ملايين الباقية.

وأكد مسؤولون ألمان هذه الأرقام، وقالوا إن التبرعات ستبدأ في أغسطس/آب.

وتتصدر فرنسا قائمة التعهدات بالتبرعات الأوروبية بفارق كبير. فقد وعدت بتقديم 60 مليون جرعة أغلبها لبرنامج كوفاكس، دون أن تحدد الوجهة النهائية المفضلة لها.

غير أنها لم تقدم حتى الآن سوى حوالي 800 ألف جرعة، أوضحت الوثيقة أن نصفها حصلت عليه مستعمراتها السابقة السنغال وموريتانيا وبوركينافاسو.

تحميل المزيد