استمرت الاحتجاجات على نقص المياه في شوارع محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، لليلة السادسة يوم الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021، وسط تصاعد أعمال العنف، فيما ردد سكان العاصمة طهران شعارات مناهضة للحكومة، طالت حتى المرشد الأعلى علي خامنئي.
مقاطع فيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، أظهرت خروج محتجين منددين بأزمة المياه.
كذلك أظهرت عدة مقاطع فيديو استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما قالت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء إن "مثيري شغب قتلوا بالرصاص شرطياً وأصابوا آخر في مدينة ماهشهر الساحلية في إقليم خوزستان".
في بلدة إيذج، أظهر مقطع فيديو متظاهرين يهتفون "رضا شاه بارك روحك" في إشارة إلى الملك الذي أسس سلالة بهلوي التي أطاحت بها الثورة الإسلامية عام 1979.
كذلك أظهرت مقاطع فيديو نُشرت في وقت متأخر أمس الثلاثاء وفجر اليوم الأربعاء، نساء يهتفن "تسقط الجمهورية الإسلامية" في محطة مترو بطهران، وخلال الليل، عبر بعض الناس في العاصمة عن غضبهم بهتافات ضد الزعيم خامنئي.
جاء ذلك بعدما دعت مجموعات ونشطاء معارضة إلى مظاهرات لدعم متظاهري خوزستان، وقُتل شابان على الأقل بالرصاص في الاحتجاجات، وألقى مسؤول باللوم على من قال إنهم المتظاهرون المسلحون، لكن نشطاء قالوا على وسائل التواصل الاجتماعي إنهما قتلا بأيدي قوات الأمن.
من جانبها، قالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان المعارضة إن ما لا يقل عن 31 احتجاجاً نُظمت في أنحاء إيران يومي الاثنين والثلاثاء، بما في ذلك مسيرات للعمال والمزارعين.
يعيش في خوزستان الغنية بالنفط معظم أفراد أقلية عربية، ويقولون إنهم يواجهون التمييز منذ فترة طويلة في البلاد، وسُمعت متظاهرة عربية وهي تصرخ في وجه قوات الأمن في أحد مقاطع الفيديو قائلة "سيدي.. سيدي.. المظاهرة سلمية. لماذا تطلقون النار؟ لم يأخذ أحد أرضك ومياهك".
يأتي ذلك، بينما تواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً، وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.
تُضاف أزمة المياه إلى أزمات أخرى يعاني منها الإيرانيون، وكان قد أصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل لأسباب منها العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صناعة النفط في عام 2018، فضلاً عن جائحة كوفيد-19.
يحتج عمال، بمن فيهم الآلاف في قطاع الطاقة الحيوي، ومتقاعدون منذ شهور مع تزايد السخط بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم بواقع أكثر من 50%.