قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021، إن مكتب محاماة شيري بلير يؤدي دور المستشار الأخلاقي لشركة أمنية متهمة بتوفير فرصة لحكومات العالم بوضع الصحفيين والنشطاء تحت المراقبة.
إذ يعمل مكتب Omnia Strategy الذي تملكه شيري بلير مستشاراً أخلاقياً خارجياً لشركة NSO الإسرائيلية التي تبيع برامج القرصنة، وأشهرها برنامج بيغاسوس، لوكالات حكومية واستخباراتية للتجسس على هواتف الأهداف المنشودة.
شيري بلير متهمة بتلميع صورة شركة التجسس
ويقول بعض النشطاء إن شركة بلير ومستشارين خارجيين آخرين يُستعان بهم لتلميع صورة NSO.
إذ قالت ناتاليا كرابيفا، المستشارة القانونية في منظمة Access Now غير الربحية التي تحاول توسيع نطاق الحقوق المدنية الرقمية للأشخاص على مستوى العالم، لصحيفة The Daily Telegraph: "شركة NSO لديها تاريخ في الاستعانة بشركات مكلفة حتى تجعل أعمالها أكثر قبولاً لدى الجمهور والمستثمرين. وقد حان الوقت لوضع حد لهذا التشدق بالكلام عن حقوق الإنسان".
وقد استعانت شركة الأمن بمكتب بلير باعتباره "خبيراً متمرساً في حقوق الإنسان" ليعمل مع فريقها الخاص بالامتثال والشؤون القانونية "لدمج اعتبارات حقوق الإنسان في أنشطة شركة NSO". وذكرت شركة NSO شيري بلير وOmnia ثلاث مرات في أول تقرير لها عن الشفافية صدر الشهر الماضي لتسليط الضوء على "الحفاظ على حقوق الإنسان وحمايتها".
وقد أسست شيري بلير (66 عاماً) مكتبها بعد أن تنحى زوجها توني (68 عاماً) عن رئاسة الوزراء عام 2007 وأشار متحدث باسم Omnia Strategy إلى بيان أصدرته شيري بلير الشهر الماضي قالت فيه إن "التقدم الأخير الذي حققته شركة NSO في مسائل حقوق الإنسان مشجع".
وقالت: "التزام مجموعة NSO بتنفيذ مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بخصوص الأعمال التجارية وحقوق الإنسان أمر بالغ الأهمية للشركة والقطاع الذي تعمل فيه ومجتمعنا"، وأضافت: "لقد شجعني التقدم الذي أحرزته الشركة مؤخراً في مسائل حقوق الإنسان، وإدراكها أنه لا تزال توجد تحديات كبرى، وأن أفضل طريقة لمعالجتها هي بالتعاون ومن خلال تطوير معايير ملزمة في المجال".
ملاحقة الصحفيين والنشطاء
وفي وقت سابق كشف تحقيق جنائي أنَّ برمجية التجسس "بيغاسوس" التابعة لمجموعة NSO الإسرائيلية قد استُخدِمت سراً لاستهداف هواتف العديد من الأشخاص المقربين من الصحفي السعودي المغتال، جمال خاشقجي، من بينهم أفراد من عائلته وإعلاميون بارزون مقربون منه، إضافة إلى سياسيين، أبرزهم مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
حسب تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية، الأحد الماضي، فقد استهدف أحد مستخدمي برمجية بيغاسوس هاتف زوجة خاشقجي، حنان العتر، الذي يعمل بنظام "أندرويد" قبل مقتل خاشقجي، كما استُخدِمت برمجية التجسس كذلك لاختراق هاتف الآيفون لخطيبته، خديجة جنكيز، بعد قتله بأيام.
فقد ظهر رقما هاتفيهما المحمولين على قائمة لأكثر من 50 ألف رقم متركزة في بلدان معروفة بأنها تتجسس على مواطنيها ومعروفة كذلك بأنها عميلة لدى مجموعة NSO.
وفق التقرير نفسه، فقد نجح اختراق هاتف أحد المقربين الآخرين من خاشقجي بعد مقتل الصحفي. وظهرت أرقام شخصين مقربين آخرين ومسؤولين تركيين بارزين على صلة بالتحقيق في مقتله على القائمة أيضاً.
أحد مستخدمي بيغاسوس أرسل رسائل نصية لحنان العتر، وهي مضيفة جوية مصرية وقع خاشقجي في حبها وتزوجها في نهاية المطاف، تحتوي على روابط من الممكن أن تكون زرعت برمجية التجسس على الهاتف، وتظاهر هذا المستخدم مرتين بأنه أختها.
ووفقاً لفحص جنائي رقمي أجراه مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، أُرسِلَت الرسائل في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ثم مجدداً في أبريل/نيسان 2018، أي قبل ستة أشهر من مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وبعد قتل خاشقجي، استهدف أحد مستخدمي برمجية بيغاسوس هاتف الآيفون الخاص بخطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز.
كانت خديجة قد صحبت خاشقجي إلى بوابات القنصلية السعودية في إسطنبول حين ذهب للحصول على وثائق في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفقاً لتحليل منظمة العفو، اختُرِقَ هاتفها المحمول بعد 4 أيام فقط من قتل خاشقجي، ثُمَّ اختُرِقَ خمس مرات في الأيام التالية. ولم يتمكن التحليل من تحديد المعلومات التي سُرِقَت من هاتفها بالضبط أو ما إذا كانت حدثت أي مراقبة صوتية.