كشف رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، عن تعرضه لثلاث محاولات اغتيال فاشلة، دون أن يذكر تفاصيل بشأن أماكن وتواريخ هذه المحاولات ولا الجهات المسؤولة عنها، مضيفاً: "لست قلقاً أو خائفاً؛ فقد توليت منصبي في ظروف صعبة، ولو لم أقبل المنصب لشهدنا حرباً أهلية نتيجة الانهيار آنذاك".
فيما أكد الكاظمي، في مقابلة مع تلفزيون "الحدث" (مملوك للسعودية)، أنه سيواصل أداء مهامه وفق البرنامج الذي وضعه لإدارة البلاد.
يشار إلى أن حكومة الكاظمي تتولى السلطة منذ مايو/أيار 2020، خلفاً لحكومة عادل عبدالمهدي، الذي استقال أواخر عام 2019؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية تتهم النخبة السياسية الحاكمة بالفساد وانعدام الكفاءة والتبعية للخارج.
مباحثات إيران والولايات المتحدة
أما على صعيد المباحثات السرية المباشرة بين إيران والولايات المتحدة والتي استضافها العراق قبل أشهر، فقال الكاظمي إن "الحوار الأمريكي الإيراني ستكون له انعكاسات على المنطقة بأكملها".
في حين يشكو عراقيون من أن بلدهم صار إحدى ساحات تصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران، اللتين تربطهما ملفات خلافية، بينها برنامجا طهران النووي والصاروخي، وسياسة البلدين الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط.
الكاظمي أشار إلى أنه سيجري زيارة رسمية لطهران بعد أن يتسلم الرئيس المنتخب، إبراهيم رئيسي، مقاليد الحكم (في أغسطس/آب المقبل)، متابعاً: "إيران تعمل بجد لمساعدتنا في بناء الاستقرار والتهدئة".
إلا أنه ذكر أنهم يحتاج لعلاقة دولة مع دولة مع إيران، على أن يتم احترام خصوصية كل بلد، و"نتحدث مع الجانب الإيراني بأن العراق بأشد الحاجة للاستقرار".
الحوار مع تركيا
في ملف آخر، أشار الكاظمي إلى أن "هناك تحسناً في سبل الحوار مع تركيا بشأن ملف المياه"، وأن بغداد وأنقرة تخوضان حواراً جدياً في هذا الملف.
كما لفت إلى أن "للعراق تعاوناً أمنياً وعسكرياً مع كل دول الجوار"، مشدداً على التزام بلاده بعدم تهديد دول الجوار. وقال: "لن نسمح بأن نكون منطلقاً لتهديد جيراننا".
الانتخابات العراقية
بخلاف ذلك، تطرق الكاظمي إلى الانتخابات البرلمانية المبكرة التي من المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قائلاً: "واهمٌ من يعتقد أنني أسعى لتأجيل الانتخابات للذهاب لحكومة طوارئ، سنعمل بكل جد لإجراء الانتخابات في موعدها".
في حين عبَّر عن تفاؤله بالانتخابات، خاصةً أنه يأمل مشاركة جيدة تعيد الاعتبار للنظام البرلماني.
وهذه الانتخابات أحد مطالب احتجاجات شعبية بدأت بالعراق في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
كان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد أعلن، الخميس 15 يوليو/تموز، مقاطعته هذه الانتخابات، معتبراً ذلك "حفاظاً على ما تبقى من الوطن، وإنقاذاً للوطن الذي أحرقه الفاسدون ومازالوا يحرقونه".
رداً على دعوات المقاطعة لهذه الانتخابات، قال الكاظمي: "نتفهم قرار الصدر الانسحاب من الانتخابات، وندعوه للعودة عنه"، مستطرداً: "نطلب من العراقيين المساهمة بالإصلاح عبر الانتخابات".
أما بخصوص اعترافات نشرتها السلطات العراقية قبل يومين لأحد المتهمين باغتيال الكاتب والخبير الأمني هشام الهاشمي، فقال الكاظمي: "كشفنا جميع المشاركين في العملية، لكن بعضهم هرب إلى خارج العراق، وتم اعتقال أحد المجرمين".
فيما شدّد رئيس الوزراء العراقي على أن "المجرم الذي أُلقي القبض عليه موظف في وزارة الداخلية (ضابط برتبة ملازم أول)، لكنه ينتمي لجماعات خارجة على القانون (لم يكشف عنها)، والقضاء سيقول كلمته الحاسمة".
جدير بالذكر أن مسلحين كانوا قد اغتالوا الهاشمي، في يوليو/تموز 2020، قرب منزله شرقي العاصمة بغداد، وسط استنكار محلي ودولي، ولم تتبنَّ أي جهةٍ هذه الجريمة.