اقتحم عشرات المستوطنين، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، صبيحة يوم عرفة، ساحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة لقوات الاحتلال التي واصلت نشر قوات معززة في محيط المسجد وأزقة البلدة القديمة، ومنعت مئات الفلسطينيين من الوصول إليه للصلاة منذ الفجر.
يشار إلى أن هذه الاقتحامات المعززة تأتي في ظل دعوات يهودية أطلقتها "جماعات الهيكل" لتنفيذ أوسع اقتحام للأقصى احتفالاً بذكرى "خراب الهيكل".
ولليوم الثاني على التوالي، واصلت قوات الاحتلال استنفارها العسكري بالقدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى، لتوفير الأمن لاقتحامات المستوطنين، حيث انتشرت أعداد كبيرة من الجنود في مدينة القدس وعلى أبواب المدينة القديمة الرئيسية، كباب العامود.
ومنذ الفجر، منعت قوات الاحتلال مئات الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، كما نفذت اعتقالات ليلية بحق شبان في أحياء المدينة.
وبحسب وزارة الأوقاف الإسلامية، فقد شهد الأحد اقتحام 1510 مستوطنين للمسجد الأقصى، تقدمهم الحاخام يهودا غليك، و20 عنصراً من مخابرات الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات كبيرة وتجولوا في ساحاته بشكل استفزازي بحراسة مشددة لشرطة الاحتلال.
وأوضحت الأوقاف أن المستوطنين رددوا النشيد الإسرائيلي "هتكفا" في المسجد الأقصى، وأدوا طقوساً وشعائر تلمودية علنية عند أبوابه، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، كما ألقوا أنفسهم أرضاً وأدوا طقوساً لحظة خروجهم من باب السلسلة.
اقتحام المستوطنين جاء بعد أن اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية المسجد الأقصى واعتدت على المرابطين فيه.
وفي الوقت الذي يتعرض المسجد الأقصى يوميًا لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، تتخللها عمليات اعتقال وإبعاد للمصلين عن المسجد، إلا أن تزامن بعض الاقتحامات مع مناسبات دينية للمسلمين يرفع من حدة التوتر.
إدانة لتصريحات بينيت
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت حول المسجد الأقصى، معتبرة أنها "تدفع نحو صراع ديني خطير".
والأحد، أوعز نفتالي بينيت، بمواصلة اقتحامات المستوطنين للأقصى بشكل "منظم وآمن"، وذلك في ختام جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية، عقدت عقب اقتحام كبير للمستوطنين للمسجد، بحماية الشرطة الإسرائيلية.
رئيس الحكومة الإسرائيلية قال في تصريح عقب ذلك: "إن حرية العبادة في المسجد الأقصى مكفولة بالكامل لليهود، كما المسلمين"، في تصريح أثار حالة من الاستنكار الواسعة، لتكريسه مخطط التقسيم الزماني للمسجد.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، إن "الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية هذا التصعيد، باعتبارها تضع العراقيل أمام الجهود الدولية، خاصة أن هذا الاستفزاز يتم عشية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك".
ودعت الرئاسة للحفاظ على الوضع التاريخي في الحرم القدسي الشريف، معتبرة أن هذه التصريحات "تشكل تحدياً للمجتمع الدولي".
من جانبها، اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات بينيت "تصعيداً خطيراً، ودعوة لممارسة إرهاب الدولة المنظم تحت حماية قوات الاحتلال".
وحذرت اللجنة من "الدفع الذي يقوم به الاحتلال لتحويل الصراع لصراع ديني"، محملة "حكومة الاحتلال تداعيات ذلك الصراع على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط".
وجددت اللجنة التأكيد على أهمية "تحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية".
وطالبت المجتمع الدولي "بالتحرك الفوري لحماية الأماكن المقدسة، ووقف الممارسات العنصرية والانتهاكات المتكررة من قبل الاحتلال".