أعلن زعيم حركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، أنه "يؤيد بشدة" تسوية سياسية للنزاع في أفغانستان، على الرغم "من التقدم والانتصارات العسكرية" التي سجلتها الحركة في الشهرين الأخيرين.
جاء ذلك في رسالة من الحركة بمناسبة عيد الأضحى، وقال أخوند زاده: "بدل الاعتماد على الأجانب، دعونا نحل مشكلاتنا في ما بيننا وننقذ وطننا من الأزمة السائدة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
زعيم طالبان قال في رسالته: "نحن من جهتنا مصممون على التوصل إلى حل من خلال المفاوضات، لكن الطرف الآخر يواصل إهدار الوقت".
كذلك عدّد زعيم طالبان سلسلة من التعهدات في حال قيام "إمارة إسلامية" في البلاد، فقال: "نريد علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية جيدة ووثيقة (…) مع جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة".
أضاف أخوند زاده: "نؤكد بالكامل لدول الجوار والمنطقة والعالم أن أفغانستان لن تسمح لأي كان بتهديد أمن أي دولة أخرى انطلاقاً من أراضيها".
كان وفدا طالبان والحكومة الأفغانية قد اجتمعا في قطر، أمس السبت، لاستئناف المحادثات التي بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي.
في هذا الصدد، قالت قناة "الجزيرة" إن وفدي الحكومة وحركة طالبان اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة مكونة من 14 عضواً، تحضِّر جدول أعمال المباحثات، في ختام جلسات اليوم الأول من مباحثات السلام الأفغانية بالدوحة.
نقلت القناة عن عضو المكتب السياسي لحركة طالبان سهيل شاهين، قوله إن الحركة لا "تبحث عن الوصول للسلطة عبر القوة العسكرية، وإنها تنظر بإيجابية للجولة الحالية من محادثات الدوحة".
كذلك نقلت "الجزيرة" عن رئيسي وفدي الحركة والحكومة أنهما متفائلان بوقف التصعيد الجاري في البلاد.
مواجهات عنيفة
تأتي جولة المفاوضات الجديدة في وقت يشن فيه مقاتلو طالبان هجوماً كاسحاً على القوات الأفغانية سيطروا خلاله على مناطق عديدة.
كانت طالبان قد شنت هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية في أوائل مايو/أيار الماضي مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية، الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس/آب القادم.
سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب، ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الكبرى وعواصم الولايات.
يُشار إلى أن باكستان جارة أفغانستان قد أعلنت عن عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من أجل مواجهة تصاعد العنف. لكنّ القمة أرجئت بسبب عطلة عيد الأضحى.
يأتي ذلك بينما شكلت الحدود الجنوبية لأفغانستان دائماً نقطة حساسة في العلاقات مع جارتها، وظلت مقاطعة بلوشستان الباكستانية تؤوي على مدى عقود قادة طالبان الرئيسيين، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين يتوجهون إلى أفغانستان بانتظام.