أغلق الجيش الإسرائيلي، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، عدة مناطق وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تمهيداً لاقتحام مَعلم أثري بالمدينة من قِبل المستوطنين الإسرائيليين، الذين بدأوا خلال الفترة الأخيرة تكثيف انتهاكاتهم واقتحامات لمناطق فلسطينية مقدسة.
حيث قال الناشط ضد الاستيطان في الخليل عماد أبو شمسية، إن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت، رفقة مجموعات من المستوطنين، الخليل وشرعت في إغلاق المحال التجارية بمنطقة باب الزاوية وشارع السبع والتفاح وسط المدينة.
أبو شمسية أضاف أن هذه الإجراءات تأتي تمهيداً لاقتحام المستوطنين لما يسمى "قبر حبرون" لإقامة صلواتهم هناك، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شاباً فلسطينياً واقتاده إلى داخل حاجز "شارع الشهداء" في المدينة.
في حين تابع الناشط الفلسطيني أن منطقة تل إرميدة عند المقبرة اليهودية شهدت وجوداً كثيفاً للمستوطنين، الذين كانوا يستعدون للمرور بشارع السبع والتوجه نحو "قبر حبرون".
وقبر "حبرون" أو "بن كناس" وهو يهودي سكن الخليل في الماضي، وبحسب الرواية اليهودية يوجد قبر هذا الشخص بداخل قبو منزل فلسطيني في شارع "بئر السبع" بمدينة الخليل.
آثار اقتصادية
حول تأثير الإغلاق، قال الناشط ضد الاستيطان في الخليل عيسى عمرو، إن الجيش الإسرائيلي أغلق نحو 100 محل تجاري بمنطقة تل ارميدة، وهذا الاقتحام للقبر يتم 4 مرات في السنة، لكن هذه المرة تصادف مع التحضيرات لعيد الأضحى المبارك.
فيما أضاف عمرو: "كان هناك أمل أن تكون حركة اقتصادية كبيرة في البلد بعد الحرمان من الاحتفال بعيد الفطر خلال الحرب على غزة، إلا أن هذا الاقتحام أثر على الحركة الاقتصادية بشكل كبير، وأثر على المتسوقين، والمزاج العام للاحتفال بالعيد".
كانت قوات إسرائيلية قد أغلقت، مساء السبت 17 يوليو/تموز 2021، منطقة "باب العامود" وسط القدس، قبيل مسيرة "استفزازية" نظمها مئات المستوطنين
يشار إلى أن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية صعّدوا، مؤخراً، اقتحاماتهم للمواقع والمعالم الأثرية الفلسطينية، حتى تلك الواقعة بمناطق تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية.
في هذا الإطار، يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى بشكل شبه يومي عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
"حماس تبلّغ الوسطاء"
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، السبت، إن الحركة أبلغت الوسطاء (لم تحددهم) بـ"خطورة الخطوة الاستفزازية" للمستوطنين بالمسجد الأقصى، مشدّداً على أن "شعبنا الفلسطيني المرابط في القدس والأقصى سيظل الحامي الأمين لمقدسات شعبنا الإسلامية والمسيحية".
قاسم أضاف: "هذه الاقتحامات من جماعات المستوطنين المتطرفين بحماية جيش وشرطة الاحتلال، عدوان على مقدسات شعبنا وأمتنا"، متابعاً: "هذا السلوك استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين في كل العالم واستهتار إسرائيلي بكل القرارات والدعوات الدولية التي تدين هذه الاقتحامات".
منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في مايو/أيار الماضي، تتوسط دول منها مصر وقطر، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل من أجل تثبيت التهدئة بين الطرفين.
تجدر الإشارة إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، نظم المستوطنون ما تسمى "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال "باب العامود"، أحد أبواب القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق.
اعتداءات المستوطنين بالضفة
في تصرف نادر، طالب نحو 100 جندي إسرائيلي خدموا بالضفة الغربية، وزيري الدفاع بيني غانتس والأمن الداخلي عومر بارليف، بوقف عنف المستوطنين الذي رأوه بأعينهم تجاه الفلسطينيين، مؤكدين أنَّ عنف المستوطنين مستعر منذ سنوات بدعم ضمني من الدولة الإسرائيلية.
جاء ذلك في رسالة بعث بها، الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، الجنود الذين أنهوا خدمتهم العسكرية مؤخراً إلى غانتس وبارليف، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تسهال".
حيث قال الجنود في رسالتهم: "ندعوكم نحن الموقعين أدناه، جنود ومجندات خدموا في الضفة إلى العمل الآن وبحزم ضد ظاهرة عنف المستوطنين".
فيما أضافت الرسالة: "في العام الماضي تعاظمت الظاهرة وتجلت بما في ذلك في تخريب وتدمير ممتلكات ورمي الحجارة والعنف الجسدي تجاه الفلسطينيين وكذلك الهجوم على النشطاء وقوات الأمن.. الآن مسؤوليتكم".
من جهتهم، يؤكد فلسطينيون أن السلطات الإسرائيلية تتغاضى عن اعتداءات المستوطنين، التي يصفونها بـ"البلطجة"، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
في هذا الصدد، تشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية إلى وجود 661 ألف مستوطن إسرائيلي و132 مستوطنة كبيرة و124 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة) بالضفة الغربية، وضمنها القدس الشرقية، حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2020.