كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، أنّ عملية "برخان" العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل غرب إفريقيا التي يشارك فيها أكثر من 5 آلاف عسكري، ستنتهي في "الربع الأول من 2022".
ماكرون قال في خطابه السنوي إلى العسكريين عشية العيد الوطني إنّه "في الربع الأول من العام 2022 سنضع حدّاً لعملية برخان"، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ إنهاء هذه العملية المستمرّة منذ 2014 لا يعني تخلّي بلاده عن دورها في هذه المنطقة.
قال إنّ "الجيش الفرنسي وعملية برخان هما اللّذان منعا في السنوات الأخيرة تأسيس خلافة في منطقة الساحل".
وفي وقت سابق، أعلن ماكرون أن بلاده ستسحب نحو نصف قواتها الموجودة بمنطقة الساحل في غرب القارة الإفريقية، حيث ستباشر إغلاق قواعدها بشمال مالي خلال الأسابيع القادمة، مؤكداً أن وجودهم في هذه المنطقة "لن يستمر إلى الأبد".
حيث قال ماكرون، في تصريحات أدلى بها عقب قمة افتراضية عقدها مع زعماء دول منطقة الساحل الإفريقي، إن باريس ستقلص قواتها الموجودة في منطقة الساحل الإفريقي إلى ما يتراوح بين 2500 و3000 جندي، إلا أنه لم يحدد على وجه الدقة إطاراً زمنياً لإتمام عملية تقليص حجم هذه القوات.
هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة صياغة الوجود العسكري الفرنسي بمنطقة الساحل غرب القارة الإفريقية، التي "تقف فيها على الخط الأمامي للمواجهة في القتال ضد الجماعات المتشددة"، وفق ماكرون.
عملية برخان في الساحل الإفريقي
كان ماكرون قد أعلن، قبل شهر، أن فرنسا ستُنهي "مَهمة برخان"، وهي عملية وجارية لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الإفريقي، وذلك بعد ثماني سنوات من تدخُّلها للمرة الأولى في الساحل، مشيراً إلى أنها ستعمل في إطار تحالف دولي أوسع نطاقاً.
حينها أكد الرئيس الفرنسي أن العملية "ستحل محلها مَهمة أخرى للقوات الفرنسية، وستعتمد بشكل أكبر على الشركاء الإقليميين، وتواصل التركيز على محاربة المتطرفين".
في هذا الإطار، أكد ماكرون، الجمعة، أن ذلك أصبح ممكناً لأسباب، منها تغيُّر طبيعة التهديد، إضافة إلى تغيُّر قدرات الجيوش المحلية والدعم من دول أوروبية أخرى، متابعاً: "ستبدأ إعادة الصياغة تلك في الأسابيع المقبلة. وانتقال التهديد صوب الجنوب يعني أن وجودنا العسكري في الشمال (من منطقة الساحل) سيتقلص اتساقاً مع ذلك".
من جهته، ذكر الرئيس النيجيري محمد بازوم، في مؤتمر صحفي، أنه يدعم تقليص فرنسا قواتها.
جدير بالذكر أن الانتشار العسكري الفرنسي في الساحل الإفريقي استمر 8 سنوات، مع تكلفة هائلة ومقتل 50 عسكرياً فرنسياً.
كانت فرنسا قد أطلقت "عملية برخان" في مالي منذ 2014، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة في الساحل الإفريقي والحد من نفوذها، كما بعثت الأمم المتحدة بـ15 ألف جندي لتحقيق الاستقرار في مالي، إلا أنه لم يتم القضاء على التهديد الأمني فيها.