أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خلال اجتماع طارئ، بتوقيف مسؤولين في محافظة ذي قار جنوب البلاد، على خلفية مقتل وإصابة العشرات في حريق هائل اندلع بمركز عزل لمرضى كورونا في مستشفى الحسين التعليمي، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق.
مكتب الكاظمي قال في بيان صدر فجر الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، إن رئيس الوزراء "عقد اجتماعاً طارئاً ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والقيادات الأمنية، وذلك للوقوف على أسباب حادثة حريق المستشفى، ومعالجة تداعياتها".
أضاف البيان أن الاجتماع خلص إلى "البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى للوقوف على أسباب الحادثة، وأن يتوجه فريق حكومي فوراً إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً".
كما قرر الكاظمي "سحب يد وحجز (توقيف خلال فترة التحقيق) مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق".
كذلك وجه رئيس الوزراء بإرسال الوزارات "مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار"، معلناً في الوقت نفسه الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، دون الإشارة إلى أيام محددة.
كارثة جديدة بالعراق
واندلع الحريق في "مستشفى الحسين التعليمي" بمدينة الناصرية مركز المحافظة مساء الإثنين، ما خلف 63 قتيلاً، ونحو 100 إصابة، وفق أحد إحصائية من المصادر الطبية في العراق، بسحب ما أوردته وكالة الأناضول.
الوكالة نقلت عن طبيب في دائرة صحة ذي قار الحكومية -لم تذكر اسمه- قوله إن "فرق الإنقاذ والدفاع المدني لا تزال تواصل البحث تحت أنقاض الحريق عن جثث محتملة".
فيما لم يُعلن رسمياً بعد عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية أنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأوكسجين.
كان محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، قد قرر -وفق بيان صادر عنه- تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط لإعلانه للرأي العام.
كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدءاً من اليوم الثلاثاء.
من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريدة عبر "تويتر"، إن فاجعة مستشفى الحسين "دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين"، واعتبر أنه "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
يُعد هذا الحريق الثاني خلال أشهر، ففي 24 أبريل/نيسان الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى "ابن الخطيب" بالعاصمة بغداد، جراء انفجار أسطوانة أوكسجين، ما أدى إلى مصرع 82 وإصابة 110 آخرين، وفق السلطات.
آنذاك، قرر الكاظمي إيقاف وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ العاصمة بغداد محمد جبر، ومسؤولين آخرين، عن العمل، ولاحقاً قدم وزير الصحة استقالته من منصبه.
كان العراق معروفاً حتّى ثمانينيات القرن الفائت بمستشفياته في العالم العربي وبجودة خدماتها ومجّانيّتها، لكنّه بات اليوم يعاني تدهوراً على هذا الصعيد وسط ضعف تدريب كوادره الصحيّين، وقلّة موارد وزارة الصحّة التي لا تتجاوز 2% من مجمل موازنة الدولة.
كذلك فإن البنية التحتيّة الصحية في البلاد متهالكة، والاستثمار في الخدمات العامّة محدود بسبب الفساد المستشري.