أعلنت وكالة الأنباء العراقية (واع)، مساء الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، اندلاع حريق في مستشفى متخصص لعلاج مرضى كورونا بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد، الأمر الذي أدى إلى وفاة أكثر من 50 شخصاً وإصابة العشرات.
حيث أشارت الوكالة الرسمية إلى أن الحريق أسفر حتى الآن عن وفاة أكثر من 54 شخصاً، مؤكدةً أن السلطات العراقية حالياً تقوم بإجلاء المرضى من مركز عزل المصابين بكورونا في مستشفى الإمام الحسين.
بدوره، أكد الناطق باسم مديرية صحة ذي قار، عمار الزاملي، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، أن "54 شخصاً لقوا مصرعهم جراء الحريق الذي نشب في مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، إلى جانب عشرات الجرحى".
حصيلة القتلى قد ترتفع
إلا أن مصادر في قطاع الصحة لفتت إلى أن حصيلة القتلى قد ترتفع؛ إذ لا يزال كثير من المرضى مفقودين. وأضافت المصادر أن اثنين من العاملين في مجال الصحة بين القتلى.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية العراقية، في بيان، إن "فرق الدفاع المدني تكافح حادث حريق في مركز محافظة ذي قار داخل مستشفى الحسين التعليمي".
في السياق ذاته، أكدت وكالة رويترز أن "الفرق الطبية أخلت جثثاً متفحمة من حريق مبنى المستشفى، بينما كان هناك العديد من المرضى الذين اختنقوا من جراء الدخان المتصاعد".
وقال أحد العاملين في مجال الصحة لرويترز قبل أن يدخل المبنى المشتعل إن النيران تحاصر الكثير من المرضى داخل جناح مرضى كورونا، وإن فرق الإنقاذ تكافح للوصول إليهم.
في حين نقلت وكالة "الأناضول" عن أبلغ مصدر طبي قوله إن مستشفى الحسين التعليمي وسط مدينة الناصرية (بذي قار) كان يضم عشرات المرضى ومرافقيهم، مؤكداً أن فرق الدفاع المدني وقوات الأمن بدأت عملية إخلاء كبيرة للمرضى من المستشفى، وتعمل على إطفاء الحريق.
في الوقت الذي لم يعلن فيه رسمياً عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية إنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين.
قرارات الكاظمي
بدوره، عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً لعدد من الوزراء والقيادات الأمنية لبحث أسباب الحريق، وفق بيان لمكتبه الإعلامي.
عقب انتهاء هذا الاجتماع، قرر الكاظمي البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة، وأمر بتوجه فريق حكومي فوراً إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً، مشدّداً على "سحب يد (إيقاف) وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق".
كما قرر الكاظمي توجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار، معتبراً ضحايا الحادث "شهداء"، وإنجاز معاملاتهم فورياً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق، معلناً الحداد الرسمي على أرواح القتلى، بحسب بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
تشكيل لجنة عليا للتحقيق
بدوره، أكد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريده عبر "تويتر"، أن فاجعة مستشفى الحسين "دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين"، منوهاً إلى أنه "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
في غضون ذلك، قرّر محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، وفق بيان صادر عنه، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط لإعلانه للرأي العام.
كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدء من الثلاثاء 13 يوليو/تموز.
حريق آخر بمبنى وزارة الصحة
في وقت سابق من يوم الإثنين، اندلع حريق بمبنى وزارة الصحة العراقية في العاصمة بغداد؛ الأمر الذي دفع العاملين بالوزارة إلى سرعة إخلاء المبنى.
لاحقاً، أكد سيف البدر، المتحدث باسم وزارة الصحة، أنَّ فرق الدفاع المدني سيطرت على الحريق، مشيراً إلى أنه لم يتم تسجيل إصابات.
في حين الْتهم الحريق الطابق الرابع بمبنى الوزارة، وفق وسائل إعلام محلية.
يشار إلى أنه خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، اندلع حريق في مستشفى ابن الخطيب ببغداد والمخصص أيضاً لعزل مصابي كورونا، وراح ضحيته آنذاك نحو 100 شخص، وأثار ردود فعل واسعة محلياً.
آنذاك، قرر رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، على أثر الحريق، إيقاف وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ العاصمة بغداد محمد جبر ومسؤولين آخرين، عن العمل، ولاحقاً قدم وزير الصحة استقالته من منصبه.
إلى ذلك، سجّلت وزارة الصحة العراقية، الأحد، 9149 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ووفاة 44 حالة.
بذلك، بلغ إجمالي عدد المصابين بـ"كورونا" 1438511 شخصاً، إضافة إلى وفاة 17592 شخصاً، منذ انتشار الجائحة في عموم مدن ومحافظات العراق.
في حين تلقى مليون و54318 شخصاً اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وفق بيان أصدرته وزارة الصحة.