واجه إعلان جديد أطلقته الحكومة الأسترالية لحث الناس على التلقيح ضد فيروس كورونا، وضرورة اتباع إجراءات للاحتماء من الفيروس، ردود أفعال سلبية وانتقادات، إضافة إلى تحذيرات من أن الإعلان قد يأتي بنتيجة عكسية، بسبب اعتماده على سياسة التخويف واستهدافه لفئة لا تزال غير مؤهلة بعد للحصول على اللقاح.
الإعلان صور فتاة شابة راقدة على فراش في المستشفى وتتنفس بصعوبة، وحمل أيضاً رسالة للناس بالبقاء في المنزل وإجراء الفحص، إضافة إلى نشر الحكومة لإعلان آخر يصور مجموعة من الأذرع تحمل ضمادات التطعيم مع شعار: "سلح نفسك في مواجهة كوفيد-19".
صحيفة The Guardian البريطانية أشارت، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، إلى أن الحكومة الإسترالية أطلقت الإعلان مطلع هذا الأسبوع.
وزير الصحة الأسترالي، غريغ هانت، قال إن إعلان "سلح نفسك" كان معداً لـ"هذه اللحظة تحديداً"، أما إعلان المستشفى فكان متروكاً لحالة تفشي المرض بشكل كبير.
هانت أضاف أن الرسالة التي يحملها هذا الإعلان هي أن أي شخص يمكنه إنقاذ حياة من خلال التطعيم، تماماً مثلما قد يخاطر بحياة دون قصد، وأضاف في تصريح للصحفيين: "هذه هي الرسالة أيضاً من الإعلان الأصعب الذي أعد تحسباً لحالة حدوث تفش كبير واعتبر كبير المسؤولين الطبيين أنه هذا هو الوقت المناسب لإطلاقه ووافق عليه".
مهاجمة الإعلان
تقول الدكتورة جيسيكا كوفمان، الباحثة في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال، إن إعلان الفتاة الشابة "يعتمد بقوة على سياسات التخويف والترهيب"، معتبرةً أنه قد يزيد من رهبة تلقي اللقاح، وقد يُنظر إليه على أنه استغلالي ويزيد من عدم الثقة في الحكومة، نظراً لاعتماده على ممثلة.
أضافت كوفمان: "لقد رأينا مع التطعيم على وجه الخصوص أن حملات التخويف أو الرسائل المرعبة المتعلقة بالمرض قد تزيد من خوف الناس من الآثار الجانبية للقاح".
كذلك انتقدت قرار توجيه الإعلان للشباب غير المؤهلين بعد لتلقي اللقاح الموصى به، وقالت: "هم يستهدفون الشباب لأنني أعتقد أنهم يعتقدون أن الشباب يخالفون القواعد في سيدني. لكنه بدا وكأنهم يقولون: ابقوا في منازلكم، وبالمناسبة، احجزوا لقاحكم الذي لستم مؤهلين له لأننا لا نملك ما يكفي منه"، ووصفت هذه الحملة الإعلانية بأنها "مخيبة للآمال".
تفشٍ مقلق لكورونا
تأتي دعوات الحكومة عبر الإعلانات وغيرها من الطرق لأخذ الحيطة من كورونا، في وقت لاح فيه احتمال تمديد العزل العام في سيدني أكبر مدن أستراليا، مع إعلان المسؤولين في قطاع الصحة عن زيادة يومية قياسية جديدة للإصابات بفيروس كورونا لهذا العام بسبب سلالة دلتا شديدة العدوى، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وأبلغت السلطات الصحية عن وجود 112 إصابة في سيدني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو عدد قياسي، رغم إغلاق تشهده المدينة ودخل أسبوعه الثالث، كما انتشر الفيروس حالياً في الأحياء في جميع أنحاء المدينة المترامية الأطراف والبالغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت أستراليا قد نجحت في السابق بوقف تفشي الإصابات من خلال العزل العام المبكر والتعقب السريع للمخالطين وفرض قواعد صارمة للتباعد الاجتماعي.
سجلت البلاد في المجمل نحو 31200 إصابة و911 حالة وفاة منذ بدء الجائحة، محققة أداء أفضل من العديد من الاقتصادات المتقدمة الأخرى في التصدي لجائحة كورونا.
كذلك سلط التفشي الحالي في سيدني الضوء على بطء حملة التطعيم في أستراليا، إذ تم تطعيم 11% فقط من سكانها البالغين، الذين يتجاوز عددهم 20.5 مليون بقليل.