من جديد، تعطل الموقع الإلكتروني لوزارة الطرق والتنمية الحضرية الإيرانية، السبت 10 يوليو/تموز 2021، بسبب ما وصفه التلفزيون الحكومي بـ"خلل إلكتروني"، وذلك بعد يوم من هجوم إلكتروني على شركة السكك الحديدية الحكومية.
حيث قال التلفزيون إن أنظمة الكمبيوتر الخاصة بموظفي الوزارة تعرضت لهجوم أدى إلى تعطل بوابة الوزارة وصفحاتها الفرعية.
بينما لم يقدم التلفزيون الإيراني أي إشارة إلى المشتبه بمسؤوليته عن هذا الهجوم أو ما إذا كان الموقع تلقى رسالة كانت سبباً في التسلل الإلكتروني.
فيما لم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم الجديد قد تسبب في أضرار أو اضطرابات بأجهزة الحواسيب وأنظمة الإنترنت في إيران أم لا.
كما أكدت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية أن المواقع الإلكترونية لوزارة النقل الإيرانية خرجت عن الخدمة بعد حدوث الخلل الإلكتروني في أنظمة الحاسبات الخاصة بموظفيها، مشيرة إلى أن القضية قيد التحقيق.
اختراق شبكة السكك الحديدية الإيرانية
يعد هذا هو الخلل الثاني الذي يصيب الأنظمة الإلكترونية المتعلقة بوزارة النقل الإيرانية.
كانت وسائل إعلام حكومية ذكرت أن خدمات القطارات تعطلت، الجمعة 9 يوليو/تموز 2021، بعد أن نشر متسللون إلكترونيون إشعارات تأخير وهمية على لوحات المحطات، فيما نشر متسللون رقم الهاتف الخاص بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، باعتباره الرقم الذي يمكن الاتصال به للحصول على معلومات.
على أثر ذلك، قالت شركة السكك الحديدية، التي تديرها الحكومة، إن الرحلات التي كانت معروضة على اللوحات فقط هي التي تأثرت، وإن القطارات تعمل بشكل طبيعي.
في هذا الإطار، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، الجمعة، إن رحلات القطارات إما تأخرت وإما أُلغيت، في الوقت الذي تعطلت فيه خدمات مكاتب التذاكر وموقع خدمة القطارات الوطنية على الإنترنت وخدمات الشحن، وإن "حالة غير مسبوقة من الفوضى سادت في محطات القطارات عبر البلاد".
يأتي ذلك في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهةٍ مسؤوليتها عن الحادثين حتى الآن.
"برامج فدية"
من جهته، حذّر وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي، السبت، من هجمات إلكترونية محتملة من خلال برامج فدية ما لم يتم التعامل مع نقاط الضعف في أنظمة الكمبيوتر، طبقاً لما أوردته وسائل إعلام إخبارية إيرانية.
يشار إلى أن إيران كانت قد أعلنت، أواخر العام الماضي، أن متسللين شنوا هجمات واسعة النطاق على مؤسستين حكوميتين، دون إعطاء تفاصيل عن الأهداف أو الجناة المشتبه بهم.
كما أبلغت إيران في عام 2018 عن هجمات مماثلة.
في حين تؤكد السلطات الإيرانية أنها في حالة تأهب قصوى بسبب تلك الهجمات الإلكترونية.
جدير بالذكر أن طهران حمّلت في الماضي الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية مثل هذه الهجمات، بينما اتهمت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إيران بمحاولة تعطيل شبكاتها والتسلل إليها.
"أمريكا تستولي على مواقع إيرانية"
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد استولت، الثلاثاء 22 يونيو/حزيران 2021، على عدد من المواقع الإلكترونية الناطقة بالعربية والإنجليزية بدعوى تبعيتها لإيران، مؤكدةً أن تلك الخطوة جاءت في إطار إجراء لإنفاذ القانون.
حينها أكدت وكالات أنباء إيرانية أن الحكومة الأمريكية استولت على عدة مواقع إعلامية إيرانية وأخرى تابعة لجماعات مرتبطة بإيران مثل جماعة الحوثي اليمنية، وبثت أمريكا رسالة على هذه المواقع تفيد بأن الإغلاق كان بأمر من حكومتها.
وفق الاختراق السابق، ظهرت شعارات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، ومكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية عند تصفح المواقع المذكورة.
فيما كُتب بالعربية على موقع قناة المسيرة، التي يديرها الحوثيون: "تم الاستيلاء على هذا الموقع"، وكُتب تحت هذه العبارة باللغة الإنجليزية: "لقد استولت حكومة الولايات المتحدة على نطاق (المسيرة دوت نت) بموجب أمر استيلاء، في إطار إجراء لإنفاذ القانون من قِبل مكتب الصناعة والأمن ومكتب إنفاذ الصادرات ومكتب التحقيقات الاتحادي".
قناة المسيرة نددت بما وصفته بالقرصنة الأمريكية ومصادرة حقوق النشر، منوهة إلى أنها مستمرة في "التصدي للقرصنة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا بكل الوسائل المتاحة".
كان مدَّعون أمريكيون قد استولوا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على شبكة من نطاقات الإنترنت قالوا إنها استُخدمت في حملة شنها الحرس الثوري الإيراني لنشر معلومات سياسية مضللة في جميع أنحاء العالم.