تعهد القيادي الأفغاني إسماعيل خان، الذي يُعرف بـ"الأسد هرات"، بحمل السلاح مجدداً لقتال حركة "طالبان" التي تواصل سيطرتها على مساحات واسعة في البلاد، مشيراً إلى أنهم سيتواجهون مجدداً في الجبهات، في مؤشر جديد على احتدام محتمل للقتال بالبلاد عقب الانسحاب الأمريكي.
كان لدى خان ميليشيات ساعدت القوات الأمريكية في الإطاحة بطالبان عام 2001، وجاء تهديده لـ"طالبان" مع اقتراب الحركة من معقله في هرات غرب البلاد، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
خان قال: "سوف نذهب قريباً جداً إلى الجبهات الأمامية، وبعون الله نقوم بتغيير الوضع"، وجاء تصريحه هذا مع إعلان "طالبان"، أمس الجمعة، سيطرتها على 85% من الأراضي الأفغانية، إضافة إلى معابر أساسية مع طاجيكستان وإيران وتركمانستان.
لكن مسؤولين حكوميين نفوا تأكيد طالبان سيطرتها على معظم أراضي البلاد، ووصفوه بأنه حملة دعاية أطلقتها الحركة مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد قتال دام 20 عاماً، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
أضاف المسؤولون أن مقاتلي الحركة، الذين شجعهم انسحاب القوات الأجنبية، استولوا على منطقة رئيسية في إقليم هرات، حيث يعيش عشرات الآلاف من أقلية الهزارة الشيعية.
يتحدر خان من مدينة هيرات التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر من إسلام قلعة، المعبر الحدودي الرئيسي مع إيران الذي بات يخضع لسيطرة طالبان.
استعداد لقتال طالبان
ألقى خان، البالغ من العمر 75 عاماً، باللوم على الحكومة في هذا التدهور السريع في الوضع، وحضَّ الجيش على إظهار المزيد من الحزم، وقال: "قلة الاهتمام والمعلومات غير الصحيحة والعديد من الأسباب الأخرى أدت إلى سقوط الولايات"، مضيفاً: "نطالب كل القوات الأمنية المتبقية بأن تقاوم بشجاعة".
أشار خان كذلك، في مؤتمر صحفي، إلى أن المئات من المدنيين من جميع أنحاء البلاد تواصلوا معه وأبدوا استعدادهم لقتال طالبان.
وفي الأيام الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع فيديو لشخصيات أفغانية بارزة، بينهم نساء ونواب في البرلمان، وهم يحملون السلاح ويتعهدون بمحاربة الحركة.
أضاف خان: "نأمل أن يقرر رجال ونساء هيرات في هذه اللحظة دعم جبهة المقاومة، للدفاع عن حريتهم والحفاظ على شرفهم".
كان خان قد حقق مع مقاتليه سلسلة انتصارات ضد طالبان بعد وصول الحركة إلى السلطة للمرة الأولى، لكنه اضطر للفرار إلى إيران مع الآلاف من رجاله عام 1995 بعد انشقاقات لحلفائه.
في عام 1997 بعد عودته إلى البلاد لقيادة تمرد، ألقت طالبان القبض عليه وسجنته، لكنه تمكن من الفرار من سجنه في قندهار بعد ذلك بعامين، وظل طليقاً حتى الغزو الأمريكي عام 2001.
شغل خان منصباً وزارياً في حكومة الرئيس السابق حميد كرزاي، لكنه معروف بتفضيله حكم ولاية هيرات، التي يقول منتقدوه إنه يهيمن عليها وكأنها ملكه الخاص.