أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 9 يوليو/تموز 2021، أن بلاده ستسحب نحو نصف قواتها الموجودة بمنطقة الساحل في غرب القارة الإفريقية، حيث ستباشر إغلاق قواعدها بشمال مالي خلال الأسابيع القادمة، مؤكداً أن وجودهم في هذه المنطقة "لن يستمر إلى الأبد".
حيث قال ماكرون، في تصريحات أدلى بها عقب قمة افتراضية عقدها مع زعماء دول منطقة الساحل الإفريقي، إن باريس ستقلص قواتها الموجودة في منطقة الساحل الإفريقي إلى ما يتراوح بين 2500 و3000 جندي، إلا أنه لم يحدد على وجه الدقة إطاراً زمنياً لإتمام عملية تقليص حجم هذه القوات.
هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة صياغة الوجود العسكري الفرنسي بمنطقة الساحل غرب القارة الإفريقية، التي "تقف فيها على الخط الأمامي للمواجهة في القتال ضد الجماعات المتشددة"، وفق ماكرون.
يشار إلى أنه لدى فرنسا حالياً ما يزيد قليلاً على خمسة آلاف جندي يقاتلون ضد من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين في منطقة الساحل.
في حين أكد الرئيس الفرنسي أن قواتهم العسكرية "لن تنسحب تماماً من منطقة الساحل الإفريقي، لكنها ستتدخل بطريقة مختلفة"، مضيفاً: "سنظل ملتزمين. ولكن لكي نحافظ على هذا الالتزام علينا أن نتأقلم"، منوهاً إلى أنهم نسقوا إعادة تموضعهم مع من وصفهم بالشركاء، إذ تباحثت معهم بشأن دول الساحل، في حين أفضى النقاش إلى تقديم صورة عن فرص وأشكال الوجود بهذه المنطقة.
في السياق، أشار ماكرون إلى أن خطة سحب القوات "ستتم على مراحل"، لافتاً إلى أن التركيز خلال الأشهر الستة المقبلة، سيكون على تفكيك عملية برخان، وإعادة تنظيم القوات في المنطقة.
"عملية برخان"
كان ماكرون قد أعلن قبل شهر، أن فرنسا ستُنهي "مَهمة برخان"، وهي عملية جارية لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الإفريقي، وذلك بعد ثماني سنوات من تدخُّلها للمرة الأولى في الساحل، مشيراً إلى أنها ستعمل في إطار تحالف دولي أوسع نطاقاً.
حينها أكد الرئيس الفرنسي أن العملية "ستحل محلها مَهمة أخرى للقوات الفرنسية، وستعتمد بشكل أكبر على الشركاء الإقليميين، وتواصل التركيز على محاربة المتطرفين".
في هذا الإطار، أكد ماكرون، الجمعة، أن ذلك أصبح ممكناً لأسباب؟ منها تغيُّر طبيعة التهديد، إضافة إلى تغيُّر قدرات الجيوش المحلية والدعم من دول أوروبية أخرى، متابعاً: "ستبدأ إعادة الصياغة تلك في الأسابيع المقبلة. وانتقال التهديد صوب الجنوب يعني أن وجودنا العسكري في الشمال (من منطقة الساحل) سيتقلص اتساقاً مع ذلك".
من جهته، ذكر الرئيس النيجيري محمد بازوم، في المؤتمر الصحفي، أنه يدعم تقليص فرنسا قواتها.
جدير بالذكر أن الانتشار العسكري الفرنسي في الساحل الإفريقي استمر ثماني سنوات، مع تكلفة هائلة ومقتل خمسين عسكرياً فرنسياً.
كانت فرنسا قد أطلقت "عملية برخان" في مالي منذ 2014، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة في الساحل الإفريقي والحد من نفوذها، كما بعثت الأمم المتحدة بـ15 ألف جندي لتحقيق الاستقرار في مالي، إلا أنه لم يتم القضاء على التهديد الأمني فيها.