تخطط شركة الطيران السعودية الجديدة لاستهداف حركة ركاب الترانزيت الدولية، والتنافس بشكل مباشر مع طيران الإمارات والخطوط القطرية وتعزيز وتيرة التنافس الإقليمي، وفق ما ذكرته "رويترز" الجمعة 2 يوليو/تموز 2021.
إذ أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود مسعى لتنويع الاقتصاد لتقليص اعتماد السعودية على إيرادات النفط وخلق وظائف، عن دفعة لقطاع النقل واللوجيستيات يوم الثلاثاء 29 يونيو/حزيران الماضي، بهدف أن تصبح المملكة خامس أكبر مركز عالمياً لحركة الترانزيت.
قال مصدران مطلعان إن شركة الطيران السعودية الجديدة ستعزز المسارات الدولية وتكرر تجربة الناقلات الخليجية الحالية عبر نقل المسافرين من دولة إلى أخرى عبر رحلات ربط في المملكة. بينما لم ترد وزارة النقل، التي لم تنشر تفاصيل الخطط، على طلب من رويترز للتعقيب.
حسب رويترز، تمثل الاستراتيجية تحولاً للسعودية، التي تشغل بقية شركات الطيران بها، مثل السعودية المملوكة للدولة ووحدتها التابعة للطيران منخفض التكلفة طيران أديل، خدمات سفر محلية في الأغلب ورحلات من وجهة إلى أخرى فقط من الدولة الغنية بالنفط البالغ تعداد سكانها 35 مليوناً وإليها.
زيادة حدة المعركة على الركاب
يهدد التوسع السعودي بزيادة حدة معركة على الركاب في الوقت الذي تضرر فيه السفر بفعل جائحة كورونا. ومن المتوقع أن تستغرق الرحلات طويلة المدى مثل تلك التي تشغلها طيران الإمارات والخطوط القطرية وقتاً أطول لكي تتعافى.
قال روبرت موجيلنيكي، الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربية: "المنافسة التجارية في صناعة الطيران كانت دوماً شرسة، المنافسة الإقليمية تحتدم. يلوح في الأفق بعض الاضطراب في العلاقات الإقليمية".
فيما أعلنت دبي، أكبر مركز لرحلات السفر الجوي الدولية في العالم، عن خطة أجلها خمس سنوات لزيادة مسارات السفر والشحن الجوي بنسبة 50% ومضاعفة الطاقة السياحية على مدى العامين المقبلين.
تحتاج أي شركة طيران إلى رأسمال كبير ويحذر خبراء من أنه إذا كانت السعودية تطمح للتنافس على رحلات الترانزيت فإنها قد تضطر إلى مواجهة خسائر لسنوات.
أعلنت طيران الإمارات تكبد خسارة قياسية بقيمة 5.5 مليار دولار الشهر الماضي فيما أجبرت الجائحة دبي على التدخل بتقديم دعم حكومي بقيمة 3.1 مليار دولار للشركة.
كما قلصت الاتحاد للطيران طموحها بعد أن أنفقت مليارات الدولارات لتنافس في نهاية المطاف لكن دون جدوى على تأسيس مركز رئيسي في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
منافسة الإمارات بالمنطقة
تحركت الرياض بالفعل للتنافس مع الإمارات مركز الأعمال والتجارة والسياحة في المنطقة. وقالت الحكومة السعودية إنه بدءاً من 2024 فإنها ستتوقف عن منح عقود لشركات ليس لديها مقرات إقليمية في المملكة.
يسعى الأمير محمد لاستقطاب رأس المال الأجنبي لخلق صناعات جديدة بما في ذلك السياحة، في ظل طموح لزيادة إجمالي الزائرين إلى 100 مليون بحلول 2030 من 40 مليوناً في 2019.
قال أشخاص مطلعون إن شركة الطيران السعودية الجديدة قد تتخذ من العاصمة الرياض مقراً لها، وإن صندوق الثروة السيادي صندوق الاستثمارات العامة يساعد في تأسيسها. ولم يرد صندوق الاستثمارات العامة على طلب للتعقيب.