أصيب فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، خلال فعاليات منددة بالاستيطان، في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، التي شهدت مدن منها أيضاً وقفات منددة باغتيال المعارض السياسي نزار بنات، والقمع الذي مارسته أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية خلال الأسبوع الماضي.
ففي القدس، اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية بلدة سلوان بعد أن أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام بالبلدة، للاحتجاج على مخططات إسرائيلية لهدم منازل بحي البستان، وإخلاء أخرى في حي "بطن الهوى" في البلدة.
وذكرت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، أن فلسطينيين أصيبا بالرصاص المعدني المُغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، عقب قمع الجيش الإسرائيلي لفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها من قبل المستوطنين في منطقة "الراس" غرب مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية.
وفي بلدة بيتا، جنوبي نابلس (شمال)، قال شهود عيان للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي، والمعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، تجاه مئات الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة، قرب جبل "صَبيح".
وأوضح الشهود أن عشرات المشاركين في المسيرة المنددة بالاستيطان الإسرائيلي، أصيبوا بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وتم علاجهم ميدانياً.
ورشق شبان فلسطينيون، قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات سيارات مطاطية.
وتشهد "بيتا" احتجاجات شبه يومية، رفضاً لإقامة البؤرة الاستيطانية "أفيتار" على "جبل صَبيح"، فيما استشهد 4 فلسطينيين من البلدة نفسها، وأُصيب العشرات، غالبيتهم بالرصاص الحي في مواجهات مع قوات الاحتلال.
كما اندلعت مواجهات مماثلة، في بلدة كفر قدّوم شرقي قلقيلية (شمال)، وبيت دجن، شرقي نابلس، أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، وجرى علاجهم ميدانياً.
كذلك، قمع الجيش الإسرائيلي وقفة منددة بالاستيطان في منطقة مسافر يطا، جنوب الضفة الغربية.
وقفات منددة بالقمع السياسي
على الطرف الآخر، شارك فلسطينيون في الخليل ورام الله وكذلك في المسجد الأقصى الجمعة، في وقفات منددة باغتيال المعارض السياسي نزار بنات، ورفضاً لسياسة القتل والاعتقال السياسي وقمع السلطة للمظاهرات السلمية.
وأكدت الوقفات رفضها لحالة القمع المستمرة التي تمارسها أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وتأكيداً على مطالب الشارع الفلسطيني بمحاسبة مرتكبي الجريمة.
حيث ردد المتظاهرون هتافات غاضبة منددة باغتيال الأجهزة الأمنية للناشط بنات، وتطالب بمحاسبة المسؤولين والقصاص من الجناة.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل عباس وتستنكر قمع الأجهزة الأمنية للتظاهرات السلمية.
كانت عائلة المعارض السياسي الناشط نزار بنات، الذي قُتل على يد أفراد من أجهزة أمن السلطة في الخليل، أعلنت رفضها لأي نتائج لتحقيقات اللجنة المشكلة من قبل السلطة، وطالبت بتشكيل لجنة دولية ومحلية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت السلطة الفلسطينية، الخميس 1 يوليو/تموز 2021، إيقاف عدد من الضباط وعناصر الأمن، على خلفية مقتل نزار بنات.
وكالة "وطن" المحلية للأنباء (غير حكومية)، قالت إن "جهاز الاستخبارات العامة (العسكرية) قام بتحويل 15 ضابطاً وعنصراً في الأجهزة الأمنية إلى سجن أريحا (شرق وسط)؛ للتحقيق معهم، على خلفية مقتل المعارض السياسي نزار بنات".
يشار إلى أنه توفي "بنات"، بعد ساعات من إلقاء القبض عليه من قِبل قوة أمنية فلسطينية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فيما اتهمت عائلته تلك القوة "باغتياله".
حظي "بنات"، ذو الخلفية اليسارية وغير المعروف بانتمائه الحزبي، بشهرة واسعة في الشارع الفلسطيني؛ لجرأته وانتقاده الحاد للسلطة الفلسطينية.