عبَّرت الشابة الفلسطينية منى الكرد، التي كانت تتحدث في حفل تخرجها بجامعة بيرزيت (غير حكومية)، القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء 30 يونيو/حزيران 2021، عن تخوُّفها من أن يسطو المستوطنون على منزلها في حال غيابها بالجامعة.
إذ قالت الكرد في أثناء الكلمة التي ألقتها بحفل تخرُّجها: "مستعجلة العود إلى بيتي؛ بلاش (خشية) أجد المستوطنين يصنعون المقلوبة (أكلة شعبية فلسطينية) في منزلي".
مخاوف منى الكرد
حيث تخشى منى، التي حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام، من الابتعاد عن منزل عائلتها بحي "الشيخ جراح" في مدينة القدس الشرقية المحتلة، حيث يتهددهم خطر الطرد منه، وسيطرة جماعات استيطانية على المنزل.
منى تعد أيقونة "الشيخ جرّاح"، وبرزت من خلال حملة أطلقتها في مارس/آذار 2021، لإنقاذ الحي.
عائلة "الكرد" بين 12 عائلة في الحي صدرت بحقها أحكام تقضي بإخلاء منازلهم وطردهم منها لصالح مستوطنين.
ادعاءات إسرائيلية
تدَّعي جماعات استيطانية إسرائيلية أن منازل الفلسطينيين في الحي أُقيمت على أرضٍ كانت بملكية يهودية قبل 1948، وهو ما ينفيه السكان.
في ذلك العام، أُقيمت دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية احتلتها عصابات صهيونية مسلحة طردت معظم أهلها منها.
عبَّرت منى، خلال حفل التخرج، عن عزمها على مواصلة الكفاح؛ للمحافظة على منزل عائلتها المهدد بالمصادرة. وأضافت: "إن شاء الله، الإغلاق غير القانوني المفروض على حي الشيخ جراح يُلغى وأعزمكم في بيتنا على مقلوبة".
إغلاق إسرائيلي
تفرض إسرائيل إغلاقاً على الحي، منذ أن شهد توتراً ومواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين يحميهم الجيش الإسرائيلي، منذ أبريل/نيسان الماضي.
بوتيرة شبه يومية، يشهد "الشيخ جرّاح" اعتداءات ترتكبها قوات الاحتلال ومستوطنون بحق أهالي الحي والمتضامنين معهم.
وجهت منى نصيحة إلى زملائها بالقول: "ما تسكتوش (لا تصمتوا) عن الظلم والاضطهاد والقمع والاعتقالات، دائماً وثّقوا الاعتداءات وانشروها".
تابعت: "شهاداتنا الجامعية هي أكثر من ورقة، هي سلاح ندافع فيه عن بيوتنا وأشجارنا، وحارتنا، وكل منّا يمكنه أن يقاوم بتخصصه".
أوضحت أنها درست الإعلام؛ كي تنقل إلى العالم صوت حي "الشيخ جراح" ومدينتها (القدس)، ووطنها. وأردفت: "آن الأوان للنكبة ألا تستمر، والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن".
توثيق انتهاكات المستوطنين
منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها، بدأت منى وتوأمها محمد توثيق محاولات المستوطنين الاستيلاء على منازل في "الشيخ جرّاح".
قالت منى، في تصريح سابق لـ"الأناضول": "فتحنا أعيننا على الدنيا بوجود مستوطنين في الحي وجمعيات استيطانية تحاول الاستيلاء على منازل الفلسطينيين فيه. وعشنا هذه القضية طوال حياتنا".
في أوائل يونيو/حزيران 2021، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية التوأمين منى ومحمد؛ بتهمة "القيام بأعمال تخلُّ بالنظام والسلم، وأعمال مثيرة للشغب"، قبل أن تفرج عنهما، في ظل تضامن واسع معهما داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على تهويد مدينة القدس المحتلة وطمس هويتها العربية الفلسطينية.
يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ولا بضمّها إليها في 1981.