قمة بغداد تدعم مصر بأزمة سد النهضة، واتفاق على تعاون اقتصادي واستخباراتي بين القاهرة وعمّان وبغداد

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/28 الساعة 06:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/28 الساعة 06:14 بتوقيت غرينتش
قمة بغداد التي عقدت في يونيو/حزيران 2021 ضمت قادة مصر والعراق والأردن/ رويترز

اتفق قادة كل من العراق والأردن ومصر، الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستخباراتي بين البلدان الثلاثة، ودعوا إلى عدم تنفيذ ملء ثانٍ لسد "النهضة"، دون التوصل لاتفاق، كما حثوا إسرائيل على وقف "الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام". 

جاء ذلك في بيان ختامي عقب قمة في العاصمة بغداد، جمعت كلاً من رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحسب المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية.

البيان قال إن "قادة العراق والأردن يدعمون مواقف جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في قضية سد النهضة".

يأتي ذلك بينما تُصر إثيوبيا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز، وأغسطس/آب المقبلين، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على سلامة مشآتهما المائية.

كذلك أكد قادة الدول الثلاث على "ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الاستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل لاتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان"، وفق البيان.

فلسطين وليبيا

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد بيان القمة أن "حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة".

كذلك شدد البيان على "ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

كما رحب القادة بـ"الإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة (…) لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد".

ويعاني سكان غزة، وهم أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعاً معيشية متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية، في 2006.

من ناحية أخرى، قال بيان قمة بغداد إن "القادة رحبوا بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأكدوا على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يساهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها".

في 16 مارس/آذار 2021، تسلمت سلطة مؤقتة منتخبة قيادة ليبيا إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

تعاون في الاقتصاد

وبشأن التنسيق الاقتصادي بين العراق والأردن ومصر، أكد القادة على "ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر".

كما تم الاتفاق، وفق البيان، على "اعتماد مذكرة التفاهم المقترحة من قبل الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة والمتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة وإقامة معارض دائمة مشتركة".

شدد البيان كذلك على "تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية".

وفي مجال نقل الركاب، اتفق القادة على "نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينها، إلى جانب توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث".

كما اتفقوا على "التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية".

تُعد قمة بغداد هي الرابعة من نوعها، إذ انعقدت الأولى بمصر في مارس/آذار 2019، والثانية بالولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، والثالثة بالأردن في أغسطس/آب 2020.

شكلت البلدان الثلاث مجلساً تنسيقياً، على ضوء نتائج قمة الأردن، وأبرمت اتفاقات اقتصادية ثلاثية وأخرى ثنائية تتمحور في الغالب حول الطاقة والتجارة والاستثمار.

تحميل المزيد