أعلنت جمعية مصارف لبنان،، الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021، أن جميع فروع المصارف العاملة في البلاد ستغلق، الثلاثاء؛ تضامناً مع إدارة "البنك اللبناني السويسري" وموظفيه، واحتجاجاً على "الاعتداء المستنكر والمدان" الذي تعرض له.
في وقت سابق من يوم الإثنين، اقتحم محتجون لبنانيون، "البنك اللبناني-السويسري" في منطقة الحمرا بالعاصمة بيروت، وقاموا بتكسير بعض محتوياته وبعثرة أوراقه ورميها من النوافذ، وذلك على خلفية رفضه تحويل أموال جمعتها جمعية "بنين الخيرية" لمستحقيها.
وجمعية "بنين" هي هيئة خيرية في جنوب لبنان لها حسابات بـ"البنك اللبناني-السويسري"، وجمعت أموالاً عبر حملات خيرية أطلقتها بهدف علاج عدد من الحالات المرَضية، لكنها أُغلقت لأسباب قانونية.
فيما قال موظفون بالبنك إنهم تعرضوا لاعتداء من قِبل المقتحمين الذين قالوا إنهم سعوا للوصول إلى حسابات مغلقة.
رداً على ذلك، أعلن "البنك اللبناني-السويسري"، في بيان، أنه سيغلق فروعه ومكاتبه، الثلاثاء 29 يونيو/حزيران، بعد واقعة الاقتحام، مؤكداً أن الأفراد الذين هاجموا أحد مقراته ينتمون لجمعية "بنين".
في المقابل، نفى محمد بيضون، رئيس جمعية "بنين"، استخدام أي قوة، مؤكداً أن تحويل الأموال جرى بطريقة ودية. ولم يتضح على الفور لماذا أُغلقت الحسابات.
توسع رقعة الاحتجاجات
يأتي ذلك بينما توسعت، الإثنين، رقعة الاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ مطلع الأسبوع الماضي، رفضاً لتردي الأوضاع المعيشية.
حيث شهدت مناطق إضافية تحركات شعبية غاضبة تخللها قطع طرقات، لاسيما في العاصمة بيروت وضواحيها.
فيما دعا رئيس البلاد، ميشال عون، إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع (يضم قيادات أمنية عليا)، الثلاثاء، في مقر رئاسة الجمهورية؛ "للبحث في الأوضاع الأمنية بالبلاد والتطورات الأخيرة"، وفق ما أعلنه عبر حسابه على "تويتر".
كانت الاحتجاجات في لبنان قد تجددت في الأيام الماضية، عقب تدهور إضافي في العملة المحلية مقابل الدولار، وشح الوقود والأدوية وارتفاع أسعار السلع الغذائية.
قطع للعديد من الطرق
في هذا الصدد، قطع محتجون غاضبون في العاصمة بيروت، الطريق في منطقة الكولا وكورنيش المزرعة وقصقص وسليم سلام والكرنتينا، بواسطة حاويات النفايات.
كما قطع محتجون الطريق السريع الذي يربط بيروت بجنوب البلاد في منطقة الناعمة للأسباب نفسها، ما تسبب بازدحام مروري خانق لبعض الوقت قبل أن يقوم الجيش بفتح الطريق، دون تسجيل مواجهات مع المتظاهرين.
الأمر ذاته تكرر قرب مقر محطة تلفزيون لبنان الرسمي في بيروت، إذ قطع محتجون الطريق احتجاجاً على تدهور الأوضاع، وتدني القيمة الشرائية لليرة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية التي أشارت أيضاً إلى قطع محتجين طريق "أوتوستراد هادي نصرالله" بالعاصمة، في كل الاتجاهات.
أما في صيدا (جنوب)، فقد أصيب 3 محتجين بجروح خلال مواجهات وتدافع بالأيدي وقع بينهم وبين عناصر من الجيش اللبناني الذين تدخلوا لفتح طريق رئيسي بالمدينة كان قد قطعه المحتجون، حسبما أفادت الوكالة الرسمية.
في حين تدخل الجيش اللبناني لإعادة فتح الطريق الذي قطعه محتجون بحاويات النفايات عند ساحة الشهداء في صيدا، مما أدى إلى سقوط 3 جرحى من المحتجين جراء التدافع.
أزمة اقتصادية حادة
في السياق ذاته، أغلق محتجون الطريق عند دوار العربي في مدينة صيدا بأجسادهم، بعدما افترشوا الطريق.
يشار إلى أنه منذ أواخر 2019، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادة، ما أدى إلى تضخم مالي وانهيار القدرة الشرائية لمعظم سكان البلاد، وارتفاع غير مسبوق بمعدلات الفقر.
على أثر ذلك، سجلت العملة المحلية انهيارات إضافية في الأيام القليلة الماضية، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد 17.500 ليرة بالسوق الموازية، في حين أن سعر الصرف الرسمي للدولار يبلغ 1515 ليرة.
إلا أن ما يزيد من تفاقم الأوضاع سوءاً، هو تفاقم الخلافات السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة، تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.