دُفن رفات 6 من ضحايا حرب البوسنة، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، بمراسم تأبين رسمية أقيمت في مدينة "فلاسينيكا" شرقي البلاد.
إذ عُثر على رفات الضحايا بمقابر جماعية اكتُشفت خلال أعمال البحث المستمرة منذ انتهاء الحرب، وتم تحديد هوياتهم في وقت لاحق.
صلاة الجنازة على الضحايا
أقيمت صلاة الجنازة على الضحايا الذين قُتلوا في فلاسينيكا على يد القوات الصربية، وتم العثور عليهم بأماكن مختلفة. ثم ووريت جثثهم الثرى في مقبرة "راكيتا" بمشاركة عدد من المسؤولين وأقارب الضحايا.
في حديث لـ"الأناضول"، ذكر رئيس الاتحاد الإسلامي للبوسنة والهرسك حسين كافازوفيتش، أن أحد المسؤولين عن المجزرة في المنطقة كان يتولى رئاسة بلدية فلاسينيتشا.
أوضح كافازوفيتش أن مجرمي الحرب لا ينعمون بالحرية، في ظل محاولات إنكار الإبادة الجماعية بالبلاد.
لفت إلى وجود ضغوط تتم ممارستها من قِبل جهات (لم يذكرها) على أهالي الضحايا للتخلي عن سعيهم في تحقيق العدالة.
مجازر بحق المسلمين
ارتكبت القوات الصربية عديداً من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عُرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت بعد توقيع اتفاقية "دايتون" عام 1995، حيث تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.
في سياق متصل قضت المحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران 2021، بالسجن مدى الحياة، في حكم نهائي، على القائد العسكري السابق راتكو ملاديتش، بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في حرب البوسنة.
يأتي حكم "الجنائية الدولية" بعد أن قدَّم ملاديتش في وقت سابق، استئنافاً على حكم بسجنه مدى الحياة، صدر بحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في البوسنة من 1992 إلى 1995، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
فرار استمر لسنوات
تم توقيف ملاديتش، المعروف بـ"سفاح البلقان"، في 2011، بعد فرارٍ دامَ 16 عاماً، وهو ملاحَق، خاصة لدوره في مجزرة سربرنيتشا، الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
بعد أكثر من ربع قرن على الحرب أصبح اسمه مرتبطاً بجرائم الحرب في البوسنة، من حصار سراييفو إلى مجزرة سربرنيتشا، حيث قُتل أكثر من 8 آلاف رجل وفتى من المسلمين على أيدي قوات صرب البوسنة.
رغم تداعيات الجائحة، تجمّع أقرباء الضحايا وبينهم منيرة سوباسيتش، رئيسة إحدى جمعيات "أمهات سربرنيتشا"، أمام المحكمة في لاهاي. وقالت في هذا الشأن: "سنتوجه إلى لاهاي؛ للتحديق مجدداً في عيني الجلاد، بينما يصدر الحكم النهائي بحقه".