قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير نشرته الخميس 24 يونيو/حزيران 2021، إن جماعة كندية من السكان الأصليين اكتشفت رفات 751 شخصاً، معظمهم من أطفال السكان الأصليين، في موقع مدرسة سابقة بمقاطعة ساسكاتشوان.
إذ تسبب العثور على رفات الأطفال في صدمة لدى الشارع الكندي الذي يواجه أزمة كبيرة، بسبب الإساءة المنتشرة والمنهجية ضد السكان الأصليين.
تكرار العثور على رفات أطفال
جاء العثور على رفات الأطفال- وهو الأكبر حتى الآن- بعد أسابيع من العثور على رفات 215 طفلاً في قبور لا تحمل علامات، على أرض مدرسة داخلية سابقة أخرى في كولومبيا البريطانية.
كانت كلتا المدرستين جزءاً من نظام أخذ أطفال السكان الأصليين في البلاد من عائلاتهم على مدى نحو 113 عاماً، أحياناً بالقوة، وإيوائهم في مدارس داخلية، حيث مُنعوا من التحدث بلغاتهم.
إذ أُنشئت لجنة وطنية للحقيقة والمصالحة عام 2008؛ للتحقيق في تاريخ المدارس الداخلية وفضحها وتوثيقها، وأطلق عليها اسم "الإبادة الجماعية الثقافية". لم يعد العديد من الأطفال إلى منازلهم قط، ولم تُمنح عائلاتهم سوى تفسيرات غامضة لمصيرهم، أو لم تُمنح أي تفسيرات على الإطلاق.
150 مدرسة داخلية
في حين كان لدى كندا نحو 150 مَدرسة داخلية، ومر ما يقدَّر بنحو 150.000 طفل من السكان الأصليين عبر المدارس بين افتتاحها، نحو عام 1883، وإغلاقها في عام 1996.
من غير الواضح كيف مات الأطفال في المدارس التي تديرها الكنيسة، والتي عصف بها تفشي الأمراض قبل قرن من الزمان، وحيث واجه الأطفال الاعتداء والعنف الجنسي والجسدي والعاطفي.
قدَّرت اللجنة أن نحو 4100 طفل في عداد المفقودين بجميع أنحاء البلاد من المدارس. لكن موراي سينكلير، القاضي السابق من السكان الأصليين الذي ترأس اللجنة، قال في رسالة بريد إلكتروني هذا الشهر، إنه يعتقد الآن أن العدد "يتجاوز بكثير 10000".
قال بوبي كاميرون رئيس اتحاد الشعوب الأصلية ذات السيادة، الاتحاد الإقليمي لمجموعات السكان الأصليين: "كان هناك دائماً حديث وتكهنات وقصص، ولكن لرؤية هذا الرقم، إنه رقم كبير جداً.. سيكون الأمر صعباً ومؤلماً ومفجعاً". وأضاف: "هذا ما فرضته الكنيسة الكاثوليكية في كندا وحكومة كندا اليوم على أطفالنا".
مليون ونصف المليون ساكن أصلي
بالنسبة لـ1.7 مليون مواطن من السكان الأصليين في كندا، والذين يشكلون نحو 4.9% من السكان، فإن هذا الاكتشاف تذكير عميق بقرون من التمييز وسوء المعاملة، مما أدى إلى صدمة بين الأجيال وبين الناجين من المدارس الداخلية وأُسرهم.
كما أنه إثبات قوي لشهاداتهم. في حين أن النتائج الأخيرة كثفت الانتباه إلى هذه القضية، إذ كان السكان الأصليون يقترحون لعقود، من خلال تاريخهم الشفوي، أن آلاف الأطفال قد اختفوا من المدارس، ولكن غالباً ما قوبلوا بالتشكيك. قال الرئيس كاميرون: "ليس هناك من ينكر هذا: كل القصص التي رواها ناجون صحيحة".
من المرجح أن تؤدي النتائج الأخيرة إلى تعميق الجدل الدائر حول تاريخها في استغلال السكان الأصليين، وإعادة تركيز الانتباه على أهوال المدارس، وهي وصمة عار في تاريخ كندا، البلد الذي غالباً ما يُنظر إليه على أنه حصن التقدمية والتعددية الثقافية.