بعد أيام من ظهور صور للأميرة الإماراتية المختفية، الشيخة لطيفة، ابنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، نشرت وسائل إعلام بياناً منسوباً لمحامي الأميرة لطيفة، يزعم أنه أصبح بإمكانها الآن "السفر إلى حيث تريد"، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 22 يونيو/حزيران 2021.
إذ ظهرت ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، الشيخة لطيفة، الإثنين 21 يونيو/حزيران، في صورة جديدة نشرتها سيدة بريطانية وقالت إنها من إسبانيا أثناء قضاء عطلة في أوروبا.
في وقت سابق دعت بريطانيا، الإمارات، إلى تقديم برهان على أن الشيخة لطيفة لا تزال على قيد الحياة.
تصريحات جديدة من الشيخة لطيفة
التصريحات الموجزة التي نُسبت للشيخة لطيفة هي الأولى التي تُنقل عنها منذ هروبها الدرامي من الإمارة قبل ثلاث سنوات، رغم أن مكتب المحاماة الذي يمثلها، تايلور ويسينغ، أكد أنه لا ينبغي الإشارة إليها إلا على أنها قادمة مباشرة من الأميرة نفسها.
يوم الأحد 20 يونيو/حزيران، ظهرت صورة على إنستغرام تجميع بين لطيفة وصديقتها البريطانية سيونيد تايلور، في المطار الدولي الرئيسي بالعاصمة الإسبانية، مصحوبة بتعليق يقول إنهما تقضيان "عطلة أوروبية رائعة".
رداً على أسئلة عن الصورة أصدر تايلور ويسينغ بياناً قال إنه من لطيفة. وبدأ البيان بالقول: "زرت مؤخراً 3 دول أوروبية في عطلة مع صديقتي".
أضاف: "وطلبت منها أن تنشر بعض الصور على الإنترنت لتثبت للنشطاء أنني أستطيع السفر أينما أريد. وأتمنى الآن أن أعيش حياتي بسلام دون مزيد من الملاحقات الإعلامية، وأشكر الجميع على تمنياتهم الطيبة".
صور جديدة بعد اختفاء طويل
ظهرت لطيفة، الشهر الماضي، في صورتين نشرتهما تايلور على حسابها على إنستغرام، توحيان بأنها تتمتع بدرجة متزايدة من الحرية، حيث ظهرت الأميرة في الصورتين داخل وحول مراكز تسوق في دبي. ونشرت تايلور صورة مطار مدريد بعد ذلك يوم الأحد.
وفقاً لتايلور ويسينغ، زارت لطيفة إسبانيا لكنها رحلت عنها، ومن المرجح جداً أن تسافر مرة أخرى. وكانت الأميرة تشكو لأصدقائها باستمرار في الماضي من أنها لا تملك جواز سفر، ولا تتمكن من مغادرة الإمارة بعد محاولة هروب سابقة فاشلة عام 2002.
رحب النشطاء الساعون للإفراج عن لطيفة بهذه التطورات، ومن المفهوم أن الأميرة عادت للتواصل بشكل مباشر مع أصدقائها عبر الهاتف والرسائل من جديد. وقالت حملة "لطيفة حرة"، يوم الإثنين 21 يونيو/حزيران، إنها أوقفت حملاتها، وقالت إنها "تسعى للحصول على ضمانات" من شأنها أن تساعد في "تأمين سلامة وراحة لطيفة حاضراً ومستقبلاً".
مطالبات بكشف مصير الأميرة لطيفة
بعد أن نشرت هيئة الإذاعة البريطانية مقطع فيديو ظهرت فيه الشيخة وهي تقول إنها رهينة في فيلا تحولت إلى سجن، طالبت لندن أبوظبي بالكشف عن مصير الشيخة لطيفة.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، لتلفزيون Sky News، وسُئل عما إذا كان يؤيد ضرورة أن تقدم الإمارات العربية المتحدة دليلاً على أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة.
أجاب راب: "في ضوء ما شاهدناه أعتقد أن الناس تريد على المستوى الإنساني أن ترى أنها على قيد الحياة وبخير بالطبع. أعتقد أن هذه فطرة ونحن بكل تأكيد نرحب بذلك".
في مارس/آذار الماضي، أعلن قاض بالمحكمة العليا في لندن قبول سلسلة من الادعاءات تقدمت بها الأميرة هيا، الزوجة السابقة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إطار معركة قانونية دائرة بين الطرفين، من بينها أن الشيخ محمد أصدر أمراً باختطاف لطيفة. ورفض محامو الدفاع عن حاكم دبي الادعاءات.
كان القاضي قد قال إن الشيخ محمد بن راشد خطف لطيفة مثلما فعل مع أختها الكبرى شمسة، التي اختطفها من إنجلترا قبل نحو عقدين، وعاملها بطريقة غير إنسانية، مضيفاً: "في التقييم العام للأدلة المتعلقة بلطيفة أعتبر الدليل الذي قدمته تينا جوهياينن ذا أهمية استثنائية"، ووصفها بأنها "شخصية مثيرة للإعجاب بشكل عام".
احتجاز الشيخة لطيفة
تأتي دعوة بريطانيا للإمارات بعدما نشر برنامج التحقيقات الاستقصائية بانوراما في "بي بي سي"، تسجيلاً مصوراً تظهر فيه الشيخة لطيفة، وهي تقول إنها محتجزة دون إرادتها في فيلا.
أشارت الشيخة، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، إلى أنها تعيش في مكان فيه جميع النوافذ مغلقة، حيث لا يمكن فتح أي منها، موضحةً أنها صورت هذا التسجيل من مرحاض الفيلا، لأنه المكان الوحيد الذي تستطيع غلق بابه عليها.
كذلك كشفت الشيخة لطيفة تفاصيل عن عملية اختطافها قبالة السواحل الهندية، وقالت إنها قاومت الجنود الذين أخرجوها من القارب و"ركلت وضربت وعضت" ذراع أحد الحراس الإماراتيين حتى صرخ، وبعد إعطائها مهدئاً فقدت وعيها أثناء نقلها على متن طائرة خاصة، ولم تستيقظ إلى أن وصلت إلى دبي.
احتُجزت الشيخة لطيفة بمفردها دون الحصول على مساعدة طبية أو قانونية في فيلا ذات نوافذ وأبواب محكمة الإغلاق وتحرسها الشرطة.