شارك العديد من العمال والسائقين اللبنانيين، الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، في إضراب عن العمل، تحت عنوان "المطالبة بحكومة إنقاذ"، ترافق مع قطع طرقات في معظم مناطق لبنان.
إذ دعا إلى الإضراب الاتحاد العمالي العام (يضم النقابات العمالية)، وشمل القطاعات النقابية والعمالية والاقتصادية والمؤسسات الرسمية والخاصة، للمطالبة بالإسراع في تشكيل "حكومة إنقاذ"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
بينما يعجز لبنان، جراء خلافات سياسية، عن تشكيل حكومة تحل محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.
احتجاجات وقطع للطرقات
فقد أغلقت القوى الأمنية طرقات رئيسية في بيروت، وحولت حركة السير إلى أخرى فرعية. وصرحت غرفة التحكم المروري، التابعة لقوى الأمن الداخلي، بقطع حركة السير بإطارات مشتعلة في طرقات عديدة داخل بيروت.
فيما أفاد مراسل الأناضول بأن شباناً أغلقوا المدخل الجنوبي للعاصمة بإطارات مشتعلة، ما أدى إلى ازدحام سير كبير.
كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن محتجين قطعوا طرقات عديدة في طرابلس (شمال) والبقاع (غرب) بعوائق وسيارات.
إذ إنه منذ نحو عام ونصف يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990، أدت إلى انهيار مالي وفرض قيود قاسية على أموال المودعين في المصارف المحلية.
بينما قال رئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، في حديث إذاعي الخميس: "إننا أمام واقع مرير، البلاد معطلة بالكامل، والناس تئن من الفقر والجوع وتقف طوابير أمام المحطات (الخاصة بالوقود)، والصيدليات والقطاعات الإنتاجية تنهار، ماذا بقي من لبنان الذي نعرف؟".
كما شدد على أنه "لا بد من تحرك دائم وتصاعدي من قبل الاتحاد العمالي العام". وتابع: "من حق الشعوب الحصول على سلطة إجرائية تنفيذية، ونحن نعيش واقعاً استثنائياً مريراً، لأننا نعيش بلا حكومة للحصول على حد أدنى من الاستقرار السياسي".
الضغط على السياسيين في لبنان
هناك خلافات سياسية بين رئيس البلاد ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ما يحول منذ 8 أشهر دون تشكيل حكومة جديدة، إذ يختلفان بشأن رغبة الحريري في تأليف حكومة اختصاصيين (لا ينتمون لأحزاب سياسية) وتوزيع الحقائب الوزارية.
إذ أوضح الأسمر أن "تحرك الشارع اليوم يحمل في طياته أخطاراً، لذلك هذا الإضراب هو وسيلة ضغط". وأردف: "هناك وقائع على الأرض قد تقود إلى فوضى، ونحن نعمل على لفت النظر نحو هذا التفلت".
كما حذر من "التعرض للمشاركين والموظفين وتهديدهم في عملهم لعدم المشاركة (في الإضراب)". ودعا الأسمر "الشعب اللبناني إلى المشاركة في التحركات للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ؛ لأنه من غير المقبول أن يعاني الناس من عدد هائل من المشاكل".
خلال الأيام الأخيرة، سجلت العملة المحلية مزيداً من الهبوط، حيث تخطى سعر صرفها في السوق السوداء (غير الرسمية) 15 ألف ليرة للدولار الواحد، مقابل 1507 ليرات رسمياً.
نتيجة فقدان الليرة كثيراً من قيمتها، تراجعت القدرة الشرائية للبنانيين، مع شح في الوقود والأدوية وغلاء قياسي في أسعار السلع الغذائية.