أفرجت محكمة تونسية، الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021، عن نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، المرشح في انتخابات الرئاسة السابقة 2019، بعد نحو 6 أشهر من توقيفه، بتهم تتعلق بالفساد المالي والتهرب الضريبي.
إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية نشرت عبر موقعها على الإنترنت مقطعاً مصوراً يُظهر القروي، رجل الأعمال، مالك قناة "نسمة" التلفزيونية المحلية، وهو يخرج من باب سجن "المرناقية" بضواحي العاصمة تونس، وكانت في انتظاره خارج السجن عائلته وأعضاء من حزبه.
عياض اللومي، نائب برلماني مستقيل من "قلب تونس" (ليبرالي 29 نائباً من 217)، قال إن "محكمة التعقيب (التمييز) قررت نقض قرار دائرة الاتهام بتمديد حبس القروي، والإفراج الفوري عنه"، فيما لم يتضح على الفور إن كان قرار المحكمة يعني تبرئته أم الإفراج عنه مع استمرار ملاحقته قضائياً.
اللومي رجح أن "يُنقل القروي إلى مستشفى، بحكم تدهور حالته الصحية؛ إثر إضراب الجوع (عن الطعام)، الذي يخوضه منذ الأسبوع الماضي".
وفي 8 مايو/أيار الجاري، نُقل القروي إلى مستشفى، إثر تدهور صحته بعد أيام من بدء إضرابه عن الطعام؛ اعتراضاً على استمرار توقيفه، قبل أن يُعاد إلى السجن، الأربعاء، بعد تلقيه رعاية طبية.
خلال مؤتمر صحفي بمقر الحزب بالعاصمة تونس، الخميس، قال نزيه الصويعي، محامي القروي، إن النيابة وجهت تهمة "التزوير" إلى الخبراء المكلفين بالاختبار الفني (للوثائق التي أُدين القروي على أساسها) في قضية الفساد المالي.
فيما أوقفته السلطات في أغسطس/آب 2019، على خلفية بلاغ يتهمه بـ"فساد مالي"، ثم أطلقت سراحه عقب نحو شهرين، لكن محكمة قضت بحبسه، في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ بالتهمة نفسها، مع استمرار التحقيقات في الملف، من دون تحديد مدة للحبس.
تاريخ مثير للجدل
وسبق إيقاف السياسي والقطب الإعلامي المثير للجدل تحفّظياً على ذمة هذه القضية، قبل أن يتم الإفراج عنه بانتظار انتهاء مأمورية الاختبار التي أذن بها قاضي التحقيق المتعهد بالملف.
والقروي (57 عاماً) هو رئيس حزب قلب تونس، ثاني أكبر حزب في البرلمان، وصاحب قناة "نسمة" التلفزيونية، المعروفة بانتقادها للحكومة.
ونافس الرجل بقوة على خلافة الرئيس الراحل، الباجي قايد السبسي، الذي توفي في 25 يوليو/تموز 2019، لكنه هُزم في الجولة الثانية أمام الرئيس الحالي قيس سعيد.
وكان موقع "لوبيينغ آل مونيتور" فجّر مفاجأةً مدويّة، بعدما نشر وثائق تُثبت تعاقد القروي مع شركة دعاية يملكها ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، من أجل الضغط على حكومات خارجية لدعمه في الانتخابات.
وعلى الرغم من توقيف القروي حينها بتهمة الفساد قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في تونس، فإنه فاز بثاني أكبر نسبة من أصوات الناخبين، وتأهل لخوض الجولة الثانية أمام منافسه قيس سعيد.
ومنذ عام 2017 يواجه القروي تهماً متعلقة بالفساد المالي، إذ رفعت منظمة "أنا يقظ" دعوى قضائية ضده بتهمة "التهرب الضريبي" و"القذف" و"التعنيف"، بعد أن سُرّب شريط مصور يعلن فيه القروي استعداده لإطلاق حملة تشويه سمعة أعضاء المنظمة المذكورة، والتي تسببت بفضيحة له في ذلك الوقت. وجمدت ممتلكاته ومُنع من السفر منذ ذلك الحين.