استشاط بعض أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي غضباً؛ في أعقاب رؤيتهم مجموعة من الشباب المقدسيين وهم يقومون بتعقيم ساحة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة بعد انتهاء "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.
فحسب مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة، اشتبك عدد من الجنود الإسرائيليين مع بعض الشبان، وقاموا بمحاولة سحب أدوات التنظيف والتعقيم التي كانت في أيديهم، فضلاً عن قيامهم بالاعتداء البدني على بعض الفلسطينيين.
فيما كان يردد الشباب الفلسطينيون هتافات منها: "الله أكبر ولله الحمد".
كانت الشرطة الإسرائيلية، التي يستخدم أفرادها معدات مكافحة الشغب ويمتطون الجياد، قد طوقت المناطق المؤدية إلى باب العامود في البلدة القديمة، وأبعدت الفلسطينيين عن المنطقة قبل وصول المشاركين في المسيرة.
في وقت سابق الثلاثاء، اقتحم مستوطنون متطرفون، ضمن "مسيرة الأعلام"، منطقة باب العامود، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو "حائط البراق" وأدى المستوطنون ما يُعرف بـ"رقصة الأعلام"، في باحة باب العامود، ورددوا هتافات وأناشيد باللغة العبرية، وأطلق بعض المستوطنين هتافات ضد العرب والنبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
"رقصة الأعلام"
يذكر أن "رقصة الأعلام" استمرت لنحو الساعة، ثم توجه المستوطنون تجاه حائط البراق (يسميه الإسرائيليون المبكى).
مسيرة الأعلام كانت قد انطلقت من شارع "هنفيئيم" (الأنبياء) بالقدس الغربية بمشاركة نحو 5 آلاف مستوطن إسرائيلي، قبل أن تصل إلى باب العامود.
إلى ذلك، أصابت شرطة الاحتلال 17 فلسطينياً، واعتقلت 6 آخرين، خلال مواجهات تخللت إجلاء المواطنين من منطقة باب العامود ومحيطها بالقدس الشرقية.
كما اعتدت الشرطة الإسرائيلية على فلسطينية في باب العامود رفعت علم فلسطين، احتجاجاً على المسيرة، التي رفع المشاركون فيها أعلام إسرائيل.
يشار إلى أن الفلسطينيين أطلقوا على ساحة باب العامود اسماً جديداً، هو "ساحة الشهداء"، نسبة إلى العدد الأكبر من شهداء الهبّة الذين استشهدوا هناك منذ اندلاع هبّة القدس قبل نحو عامين.
مطالب لإسرائيل بكف استفزازاتها
في سياق ذي صلة، حمّل الأردن، الثلاثاء، إسرائيل مسؤولية التصعيد الذي تزامن مع "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس، وطالبها بالكف عن اعتداءاتها واستفزازاتها.
حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، في بيان، إننا "ندين سماح السلطات الإسرائيلية بتنفيذ المسيرة"، مشدّداً على رفضه "اعتداءات القوات الإسرائيلية على المقدسيين في منطقة باب العامود وفي البلدة القديمة وفي مناطق متعددة في القدس المحتلة".
أيضاً أدان "الهتافات والشعارات العنصرية والتحريضية" التي أطلقها المستوطنون خلال المسيرة، مؤكداً أن هذه التصرفات "تتنافى مع كافة الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت التهدئة وخفض التصعيد والعنف".
منظمات إسرائيلية متطرفة
كان من المقرر أن تُنظم "مسيرة الأعلام" خلال الشهر الماضي، بدعوة من منظمات يمينية إسرائيلية، بمناسبة الذكرى السنوية (وفق التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
لكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أقرتها قبل يومين من رحيلها، وحددت موعدها الثلاثاء (اليوم).
إلا أن الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، والتي تم تنصيبها مساء الأحد 13 يونيو/حزيران 2021، عادت الإثنين وأعلنت على لسان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بارليف المصادقة النهائية على تنظيم المسيرة.
في هذا الإطار، وجَّه ناشطون فلسطينيون قبل أيام دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في "باب العامود" بالتزامن مع "مسيرة الأعلام".
جدير بالذكر أن مسؤولين وأحزاباً فلسطينية قد حذّروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.