قال موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، إن مجموعة من الجمهوريين في مجلس النواب تسعى إلى إدانة النائبات إلهان عمر ورشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو كورتيز وآيانا بريسلي بسبب دعمهن لفلسطين وانتقاد تل أبيب في الأحداث الأخيرة.
الجمهوريون اتهموا النائبات الديمقراطيات بما وصفوه بـ"دفاعهن عن منظمات إرهابية والتحريض على الهجمات المعادية للسامية في الولايات المتحدة"، كما أشاروا إلى هذا الاتهام في قرار إدانة يوم الإثنين 14 يونيو/حزيران، مستشهدين بالتصريحات العديدة التي أدلت بها النائبات الأربع والتي انتقدن فيها إسرائيل خلال فترة وجودهن في مجلس النواب.
وجاءت هذه الخطوة على خلفية الجدل الذي أثير الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث شددت النائبة إلهان عمر على أهمية العدالة والمساءلة في مواجهة جرائم الحرب، سواء كان من ارتكبها "الولايات المتحدة، أو حماس، أو إسرائيل، أو أفغانستان، أو طالبان".
اتهامات الجمهوريين
وأشار الجمهوريون في قرار الإثنين، بإشراف النواب مايك والتز، وجيم بانكس، وكلوديا تيني، إلى مجموعة من التصريحات الأخرى التي أدلت بها كل واحدة من عضوات الكونغرس الأربع -المعروفات باسم "الفرقة"- والتي انتقدت فيها عضوات الكونغرس سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بانكس في بيان يوم الإثنين: "النائبات إلهان عمر ورشيدة طليب وآيانا بريسلي وألكساندريا كورتيز دأبن على تشويه سمعة أمريكا وأقرب حليف لنا غير مرة. والقيادة الديمقراطية ردت أخيراً على تصريحاتهن غير المحسوبة الأسبوع الماضي ببيان صحفي".
وتابع قائلاً: "الأفعال أعلى صوتاً من الكلمات المثيرة للعواطف. وبإمكان رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إما أن تسمح للأعضاء بالتصويت على قرارنا، أو أن تتستر على "تجمُّع حماس" وخطابهن المعادي لإسرائيل وأمريكا. سنرى".
فيما تواصل موقع Middle East Eye البريطاني مع مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للاستفسار عن طرح القرار للتصويت في مجلس النواب، لكنه لم يتلق رداً حتى وقت نشر هذا المقال.
وأصدرت نانسي وفريق قيادتها بالكامل الأسبوع الماضي بياناً مشتركاً نادراً يهدف إلى تهدئة الجدل المتزايد، وأضافت أن "عقد مقارنات خاطئة" بين دول ديمقراطية و"جماعات تمارس الإرهاب"، في إشارة إلى حماس وطالبان، "يثير التحيز ويقوض التقدم نحو مستقبل من السلام والأمن للجميع".
كما رحبت نانسي لاحقاً ببيان توضيح صادر عن إلهان عمر، قالت فيه إنها لم تقصد مطلقاً مقارنة الولايات المتحدة وإسرائيل بحماس وطالبان، لكنها أرادت فقط إبراز أهمية مساءلة الجميع دون تمييز.
وفي قرار يوم الإثنين، انتقد الجمهوريون عضوات الكونغرس الأربع لأنهن "وصفن إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري"، وهو وصف تدعمه الآن منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة بتسيلم الإسرائيلية الرائدة في مجال حقوق الإنسان وأدان أيضاً عضوة الكونغرس رشيدة طليب لاتهامها الحكومة الإسرائيلية بـ "التطهير العرقي" بحق الفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، زعمت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز أن الجيش الإسرائيلي "لا إنساني" ومسؤول عن "ارتكاب أعمال عنف""، حسبما جاء في القرار الذي أضاف أن "النائبة آيانا بريسلي اتهمت إسرائيل بارتكاب "انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان"، من بين مجموعة من المخالفات الأخرى المزعومة المدرجة في القرار.
وقال والتز في بيان صحفي، في إشارة إلى تصاعد هجمات المؤمنين بتفوق العرق الأبيض وأعمال التخريب بحق الجالية اليهودية الأمريكية التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخراً: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن عضوات الكونغرس اللائي يدافعن صراحة عن الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس على حليفتنا الوثيقة إسرائيل، ولا عن خطابهن الخطير الذي ساهم في الهجمات المعادية للسامية في جميع أنحاء البلاد".
تهديدات بالقتل لإلهان عمر
وفي وقت سابق قالت النائبة الديمقراطية إلهان عمر، إنها تلقت تهديدات بالقتل بسبب تعليقات أدلت بها وقارنت فيها الجيشين الأمريكي والإسرائيلي بحركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية وحركة طالبان الأفغانية، وفق ما ذكره موقع "The hill" الأمريكي.
فيما ألقت إلهان عمر باللوم على التغطية الإخبارية والمشرعين الجمهوريين في تشجيع الدعوات إلى العنف، بعد الانتقادات والتهديدات التي تعرضت لها من قِبل متطرفين.
وشاركت إلهان عمر رسالة صوتية قالت إن مكتبها قد تلقاها، وغرّدت: "في كل مرة أتحدث فيها عن حقوق الإنسان تغمرني التهديدات بالقتل"، تتضمّن الرسالة: "إنهم يدمّرون التراث، إنهم يدمرون التاريخ، تماماً مثل السيدة إلهان عمر".
تابعت الرسالة "لأن المسلمين إرهابيون"، "وهي خردة ن —–. وكل قطعة مناهضة للشيوعية الأمريكية تعمل لصالحها، آمل أن تحصلي على ما هو قادم لك".
تصريحات إلهان عمر
ويأتي هذا على خلفية تغريدة لإلهان عمر، بعد جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب ضغطت خلالها على وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بشأن معارضته لتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبها عسكريون أمريكيون في أفغانستان، وكذلك الجيش الإسرائيلي في صراعاته ضد الفصائل العربية.
جاء في التغريدة التي تضمّنت مقطع فيديو لإلهان عمر وهي تستجوب بلينكن: "يجب أن نحظى بنفس المستوى من المساءلة والعدالة لجميع ضحايا الجرائم ضد الإنسانية، لقد رأينا فظائع لا يمكن تصوّرها ارتكبتها الولايات المتحدة وحماس وإسرائيل وأفغانستان وطالبان"، ثم سألت بلينكن: "أين من المفترض أن يلجأ الناس إلى العدالة".
لم تحدد رسالة عمر أي "فظائع" يُفترض أنها ارتكبت من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكنها أثارت الكثير من الغضب ضدها على تويتر. وسبق للنائبة أن اتُّهمت بالإدلاء بتصريحات معادية لأمريكا ومعادية للسامية.